فوائد الآية : (( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدوداتٍ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) . حفظ
ثم قال الله عز وجل: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) من فوائد هذه الآية الكريمة: بطلان الأماني، وأن النفس قد تمني الإنسان ما لا يكون، لأن هؤلاء منتهم أنفسهم حيث قالوا: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) . ومن فوائدها: تحذير الإنسان أن يتكل الأماني، لأن هذا من صنع اليهود والنصارى، وكثير من العامة الآن يقعون في المعاصي ويمنون أنفسهم المغفرة، إذا وقع في المعصية قال يا أخي اتق الله لا تعص الله قال: الله غفور رحيم، صحيح؟ صحيح إن الله غفور رحيم، لكن الله قال: (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) وقال: (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )) فلما أمر نبيه أن ينبئ بدأ بالمعفرة، ولما أخبر عن نفسه بدأ بالعقوبة، لأن المقام مقام سلطان وعلو قال: (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )) ، إذا ماذا نقول لهذا الذي قال: الله غفور رحيم ؟ نقول: والله شديد العقاب أيضا نعم؟، يتمنى بعض العاصين الأماني ويقول: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهو يريد أن يزني ويسرق ويشرب الخمر ويعمل كل شيء دون الشرك ثم يقول: إن الله يقول: (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وهذا خطأ خبر من الله عزوجل وهو أصدق القائلين ؟ فماذا نقول ؟ نقول: اقرأ الآية لا تكن أعمى أو أعور ما تنظر إلى بعين، يغفر ما دون ذلك مطلقا لمن يشاء ومن لا يشاء لا يغفر له فهل أنت تجزم بأنك ممن شاء الله أن يغفر له ؟ أبدا، ما تجزم، لا تجزم لا بهذا ولا بهذا إذا فأنت على خطأ أنت على خطأ على أن الذي يستخف بمعصية ويلبس على نفسه وعلى الناس قد يكون ممن لا يشاء الله أن يغفر له ـ نعوذ بالله ـ لأن هذا مستهزئ مستهين، إذا الذين يتمنون على الله الأماني مع استمرارهم على المعاصي يشبهون من ؟ اليهود والنصارى، ولهذا جاء في الحديث: ( الكيس من دان نفسه ـ أي حاسبهاـ وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن هؤلاء يؤمنون بالبعث ولكن لم ينفعهم الإيمان، من أين يؤخذ؟ من قولهم: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) ، ويتفرع على هذا: أنه لا يكفي في الإيمان أن يؤمن الإنسان بوجود الله وباليوم الآخر دون أن يستلزم هذا الإيمان قبولا وإذعانا مجرد التصديق لا يعتبر إيمانا لابد من القبول والإذعان، ودليل هذا نصوص كثيرة منها: أن أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق، ويقول:
لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
ويقول: ولقد علمت أن دين محمد من خير أديان البرية دينا ، ومع ذلك لم ينفعه هذا الإقرار، لأنه لم يسحبه قبول وإذعان وختم له في الآخر ـ والعياذ بالله ـ بأنه قال على ملة عبد المطلب، ولكن نظرا لما حصل منه من دفاع عن الإسلام أذن الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يشفع له فشفع فكان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه أبد الآبدين ـ والعياذ بالله ـ أبد الآبدين وهذا أهون أهل النار عذابا ـ أجارني الله وإياكم منها ـ ولم نعلم أن كافرا نفعت فيه الشفاعة على الإطلاق بمعنى أنه سلم من العذاب أبدا ولم نعلم أن كافرا خفف عنه العذاب بالشفاعة إلا أبا طالب، إذا نقول: إن الإيمان باليوم الآخر وبأن هنالك نارا لا يكفي في الإيمان بل لابد من القبول والإذعان . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان قد يغره ما هو عليه من الدين، قد يغره ما هو عليه من الدين، لقوله: (( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) فيغتر بأنه يصلي، ويزكي، ويصوم، ويحج، ثم يقول في نفسه: لن أعذب ، وهذا قصور في النظر، لأنه ليس الشأن أن تصلي أو تزكي أو تصوم أو تحج الشأن كل الشأن أن يقبل منك هذا العمل، الشأن كل الشأن أن يقبل منك هذا العمل، كم من عامل ليس له من عمله إلا التعب لوجود مبطل سابق أو لاحق، سابق كفوات الإخلاص مثلا، لا حق كالإعجاب للعمل والادلال به على الله عزوجل، وأن يرى الإنسان لنفسه حقا على الرب وهذا قد يبطل العمل، فعملك محفوف بأخطار سابقة وأخطار لاحقة، ولهذا لا تغتر بما أنت عليه من الدين بل اسأل ربك دائما التوفيق والقبول، التوفيق سابق، والقبول لاحق حتى الإنسان ربما يريد الخير ويحب الخير ولكن يبتلى بالبدعة، كم من أناس يحبون الخير وعندهم ومحبة لله ورسوله ولكن يبتلون بالجهل فيبتدعون في دين الله ما ليس منه، ويكون عملهم هذا حابطا أو مقبولا؟ حابطا، لأن من شرط قبول العمل أن يكون موافقا لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
ويقول: ولقد علمت أن دين محمد من خير أديان البرية دينا ، ومع ذلك لم ينفعه هذا الإقرار، لأنه لم يسحبه قبول وإذعان وختم له في الآخر ـ والعياذ بالله ـ بأنه قال على ملة عبد المطلب، ولكن نظرا لما حصل منه من دفاع عن الإسلام أذن الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يشفع له فشفع فكان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه أبد الآبدين ـ والعياذ بالله ـ أبد الآبدين وهذا أهون أهل النار عذابا ـ أجارني الله وإياكم منها ـ ولم نعلم أن كافرا نفعت فيه الشفاعة على الإطلاق بمعنى أنه سلم من العذاب أبدا ولم نعلم أن كافرا خفف عنه العذاب بالشفاعة إلا أبا طالب، إذا نقول: إن الإيمان باليوم الآخر وبأن هنالك نارا لا يكفي في الإيمان بل لابد من القبول والإذعان . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان قد يغره ما هو عليه من الدين، قد يغره ما هو عليه من الدين، لقوله: (( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) فيغتر بأنه يصلي، ويزكي، ويصوم، ويحج، ثم يقول في نفسه: لن أعذب ، وهذا قصور في النظر، لأنه ليس الشأن أن تصلي أو تزكي أو تصوم أو تحج الشأن كل الشأن أن يقبل منك هذا العمل، الشأن كل الشأن أن يقبل منك هذا العمل، كم من عامل ليس له من عمله إلا التعب لوجود مبطل سابق أو لاحق، سابق كفوات الإخلاص مثلا، لا حق كالإعجاب للعمل والادلال به على الله عزوجل، وأن يرى الإنسان لنفسه حقا على الرب وهذا قد يبطل العمل، فعملك محفوف بأخطار سابقة وأخطار لاحقة، ولهذا لا تغتر بما أنت عليه من الدين بل اسأل ربك دائما التوفيق والقبول، التوفيق سابق، والقبول لاحق حتى الإنسان ربما يريد الخير ويحب الخير ولكن يبتلى بالبدعة، كم من أناس يحبون الخير وعندهم ومحبة لله ورسوله ولكن يبتلون بالجهل فيبتدعون في دين الله ما ليس منه، ويكون عملهم هذا حابطا أو مقبولا؟ حابطا، لأن من شرط قبول العمل أن يكون موافقا لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).