فوائد الآية : (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ... )) . حفظ
في هذه الآية من الفوائد أولا: تعليم الله عزوجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يفوض الأمر إليه في قوله: (( قل اللهم مالك الملك )) والخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم موجه لأمته إما عن طريق التأسي، وإما لأنه إمام والخطاب للإمام خطاب له ولم تبعه إلا إذا دل الدليل على أنه خاص به فيكون خاصا به . ومن فوائد الآية الكريمة: بيان تمام ملك الله سبحانه وتعالى وسلطانه، لقوله: (( قل اللهم مالك الملك )) كل ملك فالله مالكه، وسبق لنا أن المراد بالملك إما المملوك أو جنس الملك . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى يؤتي الملك من يشاء، لقوله: (( تؤتي الملك )) . ومن فوائدها أيضا : أن ملك المخلوقين ليس ملكا استقلاليا بل هو بإعطاء، لقوله: (( تؤتي الملك )) والملك الذي بإعطاء لاشك أنه ناقص عم ملك المؤتي، وقد جاء في الحديث الصحيح: ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة لله في قوله: (( من تشاء )) وكل أمر قرن الله بالمشيئة فإنه مبني على الحكمة متى اقتضته شاءه الله، ودليل ذلك قوله تعالى: (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) . ومن فوائد الآية الكريمة: تمام ملك الله وسلطانه أيضا في كونه يحرم الملك من يشاء وينزعه بعد ثبوته ممن يشاء، لقوله: (( وتنزع الملك ممن تشاء )) . ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أيضا تمام ملك الله وسلطانه بكون العزة من عنده (( تعز من تشاء )) ولكن سبق لنا في التفسير أن للعزة أيش؟ لا أن للعزة أسبابا منها الإيمان، لقوله: (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) . ومن فوائدها أيضا: أن الله سبحانه وتعالى تام الملك والسلطان لكونه يذل من يشاء ولو بلغ ما بلغ من العزة البشرية فإن يد الله فوقه مهما بلغ الإنسان من العز فالله قادر على إذلاله ولذلك أمثلة كثيرة منها قصة فرعون فإن فرعون طغى وبغى وقال أنا ربكم الأعلى وافتخر بما عنده من الأنهار فأهلكه الله بمثل ما افتخر به بالماء غرق، عاد استكبروا في الأرض وقالوا: من أشد منا قوة؟ فأهلكهم الله تعالى بالريح وهي من ألطف الأشياء، لكنها من أشد الأشياء مع لطافته، فالله عز وجل يذل من يشاء . ويتفرع على هذه الفائدة: أننا متى علمنا أن الإعزاز والإذلال بيد الله فإننا لا نطلب العزة إلا به عزوجل، ولهذا نقول: من ابتغى العزة من غير الله فهو ذليل، فالعزة لا تطلب إلا من الله. وكذلك أيضا يتفرع على هذا: أنه ينبغي للإنسان أن يستعيذ بالله دائما من الذل الحسي والمعنوي، لأن الله تعالى هو الذي بيده الإذلال من شاء أذله ومن شاء أعزه.