تفسير الآية : (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ... )) . حفظ
ثم قال الله تعالى: (( تولج الليل في النهار )) أي تدخل الليل في النهار وتدخل النهار في الليل، بمعنى أن الليل يدخل على النهار فيزيد الليل وينقص النهار، (( تولج النهار في الليل )) بالعكس يدخل النهار على الليل فيطول النهار ويقصر الليل، وهذا الفعل من الأفعال التي لا يقدر عليها إلا الله وحده هو الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ومع فإن هذا الإيلاج إيلاج بحكمة بتدرج، بتدرج يأتي قليلا قليلا حتى ينتهي ثم يعود، ما ظنكم لو أن الليل قفز من أطول الليل إلى أقصره ؟ لا ختل نظام العالم وفسد العالم وفسدت مواقيته ولكن الله عزوجل يجعله بالتدريج ليعلم الناس أوقاتهم وينبني أيضا على هذا الإدراج ينبني على ذلك تغير الفصول، فإنه إذا طال النهار طال زمن الوجود الشمس على سطح الأرض احتر الجو، وأيضا يكون شعاء الشمس عمودينا فيكون أشد تأثيرا في الحرارة مما إذا كان غير عمودي، والعكس بالعكس للشتاء، فيترتب على هذا الإيلاج زمن الفصول ومن رحمة الله عزوجل أن هذا الزمن الفصلي لا يأتي أيضا دفعة واحدة، ما ظنك لو انتقل الناس من أحر يوم في السنة إلى أبرد اليوم؟ ضر عظيم، أو بالعكس ؟ لكن رب الرحيم الحكيم يأتي هذا الشيء بتدرج، فمن الذي يستطيع أن يزيد في الليل ساعة أو في النهار ساعة؟ لا أحد يستطيع لو اجتمعت الأمة كلها كل الخلائق على أن يزيدوا ساعة في الليل أو ساعة في النهار ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا . وقوله: (( وتخرج الحي من الميت) ) الميت في الموضعين فيها قراءتان: (( الميت )) و(( الميت )) يعني بالتشديد والتخفيف، (( تخرج الحي من الميت )) هل المراد من (( الحي )) حياة حسية أو معنوية أوهما؟ الثالث هو المراد، وذلك لأن اللفظ صالح للمعنيين وإذا صلح اللفظ للمعنيين بدون تنافي بينهما فالواجب حمله عليهما، (( الحي )) حياة حسية أمثلتها كثيرة، فالإنسان مخلوق من نطفة وهي ميتة، ميتة بالمعنى اللغوي فصار حيا من جماد، ولهذا قال الله تعالى: (( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا ثم فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم )) كنتم أعصاب أمهاتكم أمواتا ليس فيكم أرواح ثم نفخ في الإنسان الروح فصار حيا، إذا (( يخرج الحي من الميت )) أي يجعل الميت حيا، كما قال تعالى: (( ثم أنشأناه خلقا آخر )) أو يخرج حيا ناميا متحركا من شيء لا ينموا فهو ميت كإخراج الفرخ من البيضة، فإن البيضة ميتة يخرج منها فرخ حي، طيب هذا الموت الحسي والحياة الحسية، والمعنوي: ((يخرج الحي من الميت)) أي المؤمن من الكافر، لأن المؤمن حي حياة قلبية والكافر ميت (( يخرج الحي )) العالم (( من الميت )) الجاهل كما قال تعالى: (( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها )) الأول هو العالم والثاني جاهل، هذا حياة الحسية والمعنوية . قال: (( وتخرج الميت من الحي )) الميت من الحي بالنسبة للحياة الحسية مثل البيضة من أين؟ من الدجاجة ميت من حي، وغير ؟ الميت من الحي ؟ وربما يتناول الميت إذا سقط من الحي يعني مرأة إذا أجهرت جنينا ميتا خرج مع أن هذا الجنين لا يتحرك لكن يخرج بقدرة الله يسوقه الله عزوجل حتى يخرج.، نعم؟ الحب من الشجر، الحب لا ينموا والشجر ينموا وهذه حياة خاصة حياة نباتية. المعنوي : يخرج المؤمن من الكافر، يخرج الكافر من المؤمن، ويخرج الجاهل من العالم كذا؟ نعم . قال: (( وترزق من تشاء بغير حساب )) (( ترزق )) تعطي ، (( من تشاء بغير حساب )) أي بغير عوض، لأن المحاسبة إنما تكون مع المعاوضة، فإن من لا يريد العوض لا يحاسبه لكن من يريد العوض هو الذي يحاسب حتى يعلم هل ما أخذه مقابل لما أعطاه أم لا، وأما من لا يحتاج إلى عوض أو من لا يأخذ عوضا فلا يحاسب، إذا ترزق من تشاء بغير عوض، لكن نفى الحساب الذي مقتضاه الذي لا يكون إلا بالمعاوضة أو من لازمه المعاوضة فالله سبحانه وتعالى يعطي بلا عوض، وما أكثر النعم التي أنعم الله به علينا ولكن لا يحاسبنا يعطينا منه سبحانه وتعالى تفضلا وكرما، وإن أمرنا بالشكر فشكرناه فهذا عطاء ثاني، فشكر الإنسان ربه على نعمته هو من نعمته أيضا هو من نعمته، ولهذا قال الشاعر:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة على له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
البيتان معناها واضح يعني أن الله إذا وفقك لشكر نعمته فهذه نعمة تحتاج إلى شكر فإذا شكرتها يحتاج الشكر إلى شكر آخر وإذا شكرت الثالث يحتاج إلى رابع وهكذا ، ولهذا قال: فيكف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصلت العمر أي نعم، إذا يقول: (( ترزق من تشاء بغير حساب )) أي تعطي من تشاء بغير حساب، واعلم أن رزق الله عزوجل نوعان: رزق به قوام البدن، ورزق به قوام القلب والروح، أما الأول فيشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر والمطيع والفاسد وحتى البهائم، ما هو؟ الرزق الذي به قوام البدن هذا شامل لكل أحد حتى الكافر مرزوق، وهل يدخل فيه الحرام ؟ نعم يدخل فيه الحرام حتى الذي لا يأكل ولا يشرب إلا حراما فهو برزق من الله رزق، لكنه رزق يقوم به البدن، والثاني ما يقوم به القلب والروح وهذا خاص بأهل الإيمان والعلم، هؤلاء رزقهم الله عزوجل ما تقوم به قلوبهم وأرواحهم، العلم لأن العلم بمنزلة الماء للشجرة، العلم للقلب بمنزلة الماء للشجرة لا يمكن أن تنموا بدونه، الإيمان كذلك، لا يمكن أن يقوم القلب ويصلح قلب إلا بالإيمان، وكلما ازداد القلب إيمانا بالله ازداد صلاحا، إذا الرزق نوعان ؟ عام وخاص، فالعام ما به قوام البدن، والخاص ما به قوام القلب والروح، إذا كل من رزقه الله ما به قوام القلب والروح فقد رزقه ما به قوام البدن، وليس كل من رزق ما به قوام البدن يكون قد رزق ما به قوام القلب والروح . قال: (( وترزق من تشاء بغير حساب )) كلمة: (( من تشاء )) نقول فيه ما سبق أي ما اقتضت حكمتك أن ترزقه، وأسباب الرزق كثيرة: إما حركة من الإنسان أو إمداد من الله، والحركة أيضا لا تنفع إلا بإمداد من الله، لكن أحيانا يرزق الإنسان بدون كسب بدون عمل مثل أن يموت له قريب فيرث منه، أو يخرج إلى البر ويحطتب وإن كان هذا نوع من العمل، وأحيانا يكون لابد من ممارسة عمل وتجارة وكل هذا من أسباب الرزق، بل من أسباب الرزق تقوى الله وليس معنى التقوى أن تعكف في المسجد وتتعبد، التقوى أعم من ذلك، الساعي على الأرملة والمساكين الذي يذهب ويطلب لهم الرزق ويقوم عليه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( الساعي على الأرملة والمجاهدين كالمجاهد في سبيل الله ) إذا هذا دين أو غير دين؟ السعي على الأرملة والمساكين يذهب في أرض الله يطلب لهؤلاء الأرامل والمساكين وكل من لا يكتسب فهو مسكين حتى ولو كان من أولادك حتى ولو أنت غني وهذا الولد لا يكتسب فهو مسكين، فأنت إذا سعيت عليه كالمجاهد في سبيل الله قال وأحسبه قال كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر، فليس تقوى الله بأن يلزم الإنسان المساجد، تقوى الله أن يقوم بطاعة الله من أي جنس كانت حتى طلب الرزق لمن تجب عليك معونته يعتبر من تقوى الله عزوجل. نأخذ الفوائد:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة على له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
البيتان معناها واضح يعني أن الله إذا وفقك لشكر نعمته فهذه نعمة تحتاج إلى شكر فإذا شكرتها يحتاج الشكر إلى شكر آخر وإذا شكرت الثالث يحتاج إلى رابع وهكذا ، ولهذا قال: فيكف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصلت العمر أي نعم، إذا يقول: (( ترزق من تشاء بغير حساب )) أي تعطي من تشاء بغير حساب، واعلم أن رزق الله عزوجل نوعان: رزق به قوام البدن، ورزق به قوام القلب والروح، أما الأول فيشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر والمطيع والفاسد وحتى البهائم، ما هو؟ الرزق الذي به قوام البدن هذا شامل لكل أحد حتى الكافر مرزوق، وهل يدخل فيه الحرام ؟ نعم يدخل فيه الحرام حتى الذي لا يأكل ولا يشرب إلا حراما فهو برزق من الله رزق، لكنه رزق يقوم به البدن، والثاني ما يقوم به القلب والروح وهذا خاص بأهل الإيمان والعلم، هؤلاء رزقهم الله عزوجل ما تقوم به قلوبهم وأرواحهم، العلم لأن العلم بمنزلة الماء للشجرة، العلم للقلب بمنزلة الماء للشجرة لا يمكن أن تنموا بدونه، الإيمان كذلك، لا يمكن أن يقوم القلب ويصلح قلب إلا بالإيمان، وكلما ازداد القلب إيمانا بالله ازداد صلاحا، إذا الرزق نوعان ؟ عام وخاص، فالعام ما به قوام البدن، والخاص ما به قوام القلب والروح، إذا كل من رزقه الله ما به قوام القلب والروح فقد رزقه ما به قوام البدن، وليس كل من رزق ما به قوام البدن يكون قد رزق ما به قوام القلب والروح . قال: (( وترزق من تشاء بغير حساب )) كلمة: (( من تشاء )) نقول فيه ما سبق أي ما اقتضت حكمتك أن ترزقه، وأسباب الرزق كثيرة: إما حركة من الإنسان أو إمداد من الله، والحركة أيضا لا تنفع إلا بإمداد من الله، لكن أحيانا يرزق الإنسان بدون كسب بدون عمل مثل أن يموت له قريب فيرث منه، أو يخرج إلى البر ويحطتب وإن كان هذا نوع من العمل، وأحيانا يكون لابد من ممارسة عمل وتجارة وكل هذا من أسباب الرزق، بل من أسباب الرزق تقوى الله وليس معنى التقوى أن تعكف في المسجد وتتعبد، التقوى أعم من ذلك، الساعي على الأرملة والمساكين الذي يذهب ويطلب لهم الرزق ويقوم عليه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( الساعي على الأرملة والمجاهدين كالمجاهد في سبيل الله ) إذا هذا دين أو غير دين؟ السعي على الأرملة والمساكين يذهب في أرض الله يطلب لهؤلاء الأرامل والمساكين وكل من لا يكتسب فهو مسكين حتى ولو كان من أولادك حتى ولو أنت غني وهذا الولد لا يكتسب فهو مسكين، فأنت إذا سعيت عليه كالمجاهد في سبيل الله قال وأحسبه قال كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر، فليس تقوى الله بأن يلزم الإنسان المساجد، تقوى الله أن يقوم بطاعة الله من أي جنس كانت حتى طلب الرزق لمن تجب عليك معونته يعتبر من تقوى الله عزوجل. نأخذ الفوائد: