فوائد الآية : (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ... )) . حفظ
من فوائد الآية: تمام قدرة الله عزوجل وسلطانه في كونه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل . ومن فوائدها: إثبات حكمة الله، لأن هذا الإيلاج له حكمة عظيمة لا تقوم مصالح الخلق إلا بها، لأنه يترتب على هذا الإيلاج كما قلنا اختلاف فصول السنة التي يترتب على اختلافها نمو الأجساد والنبات، من النبات ما يكون شتويا ومن النبات ما يكون صيفيا . ومن فوائد هذا أيضا: أن الإنسان يعرف به ضعفه وافتقاره إلى ربه، إن جاء البرد صار يتطلب ما يطفئه، وإن جاء الحر صار يتطلب ما يبرده فهو محتاج إلى ربه في الحالين، ففي هذا وهذه من فوائد الحر والبرد. ومن فوائدها أيضا ويتفرع على ذلك: أن هناك أشياء مؤذية وهي ما يعبر عنه الطب الجراثيم لا يقتلها إلا شدة البرد، وأخرى لا يقتلها إلا شدة الحر وهذا شيء مشاهد، هذا أيضا من حكمة الله عزوجل المترتبة على إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل. ومن فوائد ذلك أي إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل : أن هذا الإيلاج يدل على كمال القدرة كما أسلفنا أولا إذ أنه لا أحد يستطيع أن يزيد ساعة من الليل في النهار أو من العكس، ولكن الله عزوجل هو الذي يقدر على هذا . ومن فوائد هذه الآية: تمام قدرة الله بسلطانه بإخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي، ووجه ذلك ظاهر، فإن القادر على إخراج الشيء من ضده دليل على أن قدرته تامة وسلطانه نافذ سبحانه وتعالى . ومن فوائد الآية: أن الرزق بيد الله، لقوله: ((ترزق من تشاء)) ، ويترتب على هذا أنه ينبغي للعاقل فضلا عن المؤمن أن لا يطلب الرزق من أيدي الناس وإنما يطلبه من الله عزوجل، ولهذا جاءت النصوص بفضيلة العفة أن يستعف الإنسان عما في أيدي الناس، ولا يسأل، وكان من جملة ما بايع الصحابة رضي الله عنهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يسألوا الناس شيئا فكان سوط أحدهم يسقط من على بعيره وينزل إلى الأرض ليأخذه ولا يقول ناولني إياه، لأنهم بايعوا على أن لا يسألوا الناس شيئا، وهذا لاشك يجعل الإنسان يلجأ إلى من؟ إلى الله سبحانه وتعالى يلجأ إلى الله، ولكن لا بأس أن يسأل الإنسان ما يباح له سؤاله إنما تمام العفة أن لا يسأل الناس شيئا بل يجعل الأمر موكولا إلى الله سبحانه وتعالى . ومن فوائد الآية الكريمة: أن عطاء الله بلا عوض، لقوله: ((بغير حساب)) فالله تعالى لا يبيع عليك ثمر الذي تأكل أو الثوب الذي تلبس أو البيت الذي تسكن لا بل هو يرزق ويعطي بغير حساب، كل ما بنعم النعمة فمن الله . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة لله عزوجل، في قوله: ((من تشاء)) وقد مر علينا في التوحيد أن لله مشيئة وإرادة وأن المشيئة ليس فيها انقسام وأن الإرادة تنقسم إلى كونية وشرعية، أما المشيئة فهي كونية يشاء سبحانه وتعالى كل شيء.