تتمة تفسير الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ... )) . حفظ
قال الله تعالى: (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ))
ما المراد بالولاية هنا ؟
قلنا إنه لا ينتصر بهم ولا لهم ، أما تحريم الانتصار لهم فالأمر ظاهر ، لكن تحريم الانتصار بهم يشكل عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم حالف الخزاعة وهم كفار نعم ؟
الطالب : إذا اقتضت المصلحة فيجوز ،
الشيخ : نعم نقول هذا إذا اقتضت المصلحة أو الضرورة الانتصار بهم فهذا لا بأس به ، طيب نكمل هذا البحث لأنه مهم ،
لو قال القائل: إذا كان الانتصار بهم ليس لمصلحة الإسلام ولكن هؤلاء أعداء لمن أراد الاعتداء على المسلمين؟ فناصروا المسلمين لأن هذا عدو مشترك، لأنهم لم يناصر المسلمين لله ولا لإقامة دين الله لكن لأن العدو مشترك فهل يجوز أن ننتصر بهم في هذه الحال ؟
الطالب : نعم يجوز لكن ليس لأجل الموافقة. ،
الشيخ : نقول نعم هم إذا ناصرونا نعم ؟ سواء كان ذلك لله أو ليس لله قطعا أو كان من أجل أن عدونا وعدهم واحد مشترك ، واضح ؟ ولكن مع ذلك لا يجوز أن نجعل هذا الانتصار بهم على حساب ديننا ، يعني أن نداهنهم ونمكنهم من أفعالهم القبيحة في بلادنا بلاد الإٍسلام لا ، لأن هذه مداهنة والمداهنة في دين الله حرام لا يجوز . يقول الله عز وجل: (( لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) وهذا هو الواقع، الواقع أن الإنسان المؤمن لا يمكن أن يتولى الكافر دون المؤمن، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد أن الذين يفعلون ذلك من المنافقين، (( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )) . ثم قال: (( ومن يفعل ذلك )) المشار إليه الاتخاذ وعادت الإشارة هنا على المفهوم من الفعل، لأن الفعل يدل على حدث وفاعل، على الحدث وفاعله، على الحدث هنا هو الاتخاذ، والفاعل هو المؤمن، فهنا نقول عاد الضمير إلى الاتخاذ المفهوم من أيش؟ من (( ليتخذ )) مثل قوله تعالى: (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فهو عاد على العدل المفهوم من كلمة (( ومن (( اعدلوا )) يفعل ذلك )) أي يتخذهم أولياء من دون المؤمنين (( فليس من الله في شيء )) يعني فالله بريء منه، لأن الله تعالى لا يرضى أن يتولى أحد من المؤمنين أحدا من الكافرين، لأن الكافر عدو لله بل هو عدو لك أيضا (( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) مهما كان فإن الكافر لا يمكن أن يضمر لك المحبة أو الولاية أبدا، ولا يمكن أن يناصرك إلا لمصلحته هو، لأنه عدوا والعدو لا يمكن أن يريد منفعة عدوه، ولهذا قال: (( فليس من الله في شيء )) أي فالله منه بريء ـ والعياذ بالله ـ