تتمة تفسير الآية : (( إلا أن تتقوا منهم تقاة ... )) . حفظ
ثم قال: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) وإلا هنا لاشك أنها حرف استثناء ولكنها هل هذا الاستثناء متصل أو منقطع؟ الصواب أنه منقطع بل يتعين لأنه في حالة التقاة لا نتخذهم أولياء لكن نوافقهم في الظاهر ونخالفهم في الباطن، وأيضا شف (( إلا أن تتقوا )) معناه أن هؤلاء الكفار لهم سيطرة وقوة وقدرة نخشاهم فنتقي منهم أي نتخذ وقاية من بطشهم وتنكيلهم بنا لكن في الظاهر دون الباطن، إذا انتبه فهذا لا يجوز إلا في حال الخوف على النفس، لضعف المسلمين وقوة الكفار، ثانيا: لابد أن تكون هذه الموالاة باللسان فقط، بالظاهر، أما في الباطن فيجب أن نضمر لهم العداوة والبغضاء وعدم الولاية . وقوله: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) في هذا الالتفات من الغيبة إلا الحضور، والخطاب للحضور، لأنه لو لا الالتفات لقال: إلا أن يتقوا منهم تقاة ،
الشيخ : والالتفات سبق لنا أن له فوائد، من يذكرها ؟
الطالب : الفائدة العامة والفائدة الخاصة ،
الشيخ : الفائدة العامة التنبيه، تنبيه للمخاطب ، وذلك أن الخطاب إذا كان على نسق واحد استمر الإنسان يسير فيه دون أن ينتبه ، فإذا اختلف انتبه ، وهذا موجود أعني الانتباه عند التغير موجود في كل سير سواء سير الذهني أو السير الحسي، لو كنت تمشي ثم وجدت حفرة في الطريق انتبهت، أو وجدت ارتفاع في الطريق عتبة انتبهت أليس كذلك؟ كذلك في الكلام لو كنت على نسق واحد وأنت خطيب كانت خطبتك تأتي بالنوم لكن إذا كانت الخطبة فيها أمر ونهي واستفهام وعرض وتحذير صار في ذلك تنبيه، تنبيه للمخاطب، وكذلك أيضا في القرآن أحيانا يأتي الله عزوجل عن سياق أول إلى سياق آخر جديد من أجل التنبيه، أما الفائدة الثانية فتتقيد بحسب القرار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد )) .