تتمة فوائد الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) . حفظ
قال الله عز وجل: (( قل إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه يعلمه الله )) في هذه الآية أيضا رد على الجبرية الذين يقولون إن الإنسان مجبر على عمله وليست له فيه إرادة، ووجه الرج عليهم: أن الله أضاف الفعل إلى الإنسان، فقال: (( إن تخفوا )) (( أو تبدوه )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله محيط بكل شيء علما حتى ما بين جوانب الإنسان، لقوله: (( إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) فلا يخفى عليه شيء مما في نفس الإنسان، بل زد على ذلك أنه يعلم ما لم يحدث به نفسه بأنه سيحدث به نفسه في الوقت والمكان المعين، واضح؟ نعم . ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من أن يسر الإنسان في نفسه ما لا يرضي الله، لأن الله إنما أخبرنا بذلك تحذيرا لنا من أن نخفي في صدورنا ما لا يرضى. ومن فوائد الآية الكريمة: عموم علم الله، لقوله: (( ويعلم ما في السموات وما في الأرض )) والآيات في العلم متنوعة، تارة تكون مجملة وتارة تكون مفصلة، وتارة تكون فيما يتعلق بفعل الإنسان وتارة تكون فيما يتعلق بفعل الله عزوجل، لأن صفة العلم متى آمن بها الإنسان أوجب له ذلك أمرين: الأمر الأول: الهروب من معصية الله، فلا يجده أي فلا يجده الله عزوجل حيث نهاه، والثاني: الرابح في طاعة الله، فلا يفقده حيث أمره، لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى، يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يعلمه . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات السموات، وأنها جمع، وقد صرح الله في كتابه أنها سبع، فقال: (( قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم )) وأما الأرض فإنها تأتي مفردة ولم تأت في القرآن مجموعة، ولكن جاءت في السنة مجموعة، وفي القرآن إشارة إلى أنها سبع في قوله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن )) فإن المثلية هنا بالكيفية متعذرة، وإذا تعذرت المثلية في الكيفية لزم أن تكون المثلية في العدد كما تقول: سبحان الله عدد خلقه والحمد لله مثل ذلك، يعني عدد خلقه . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات قدرة الله عز وجل، لقوله: (( والله على كل شيء قدير )) وعموم هذه القدرة، لقوله: (( على كل شيء )) . ومن فوائدها: إرشاد الإنسان إلى أن يتعلق بربه، لأنك متى علمت أن الله على كل شيء قدير فإنه لن يمنعك مانع من أن تلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى بسؤال ما تريد، لا تستبعد شيئا، ولهذا قال الله تعالى منبها على هذا الأمر: (( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة )) ومعلوم أن العداوة بين المؤمنين والكافرين أمر ثابت، وأن الإنسان قد يستبعد أن يجعل الله في قلبه مودة لهذا الكافر بإيمانه، فقال الله تعالى: (( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم )) (( قدير)) بالنسبة لتقليب القلوب عز وجل، (( غفور )) بأن ييسر هؤلاء الكفار إلى الإسلام فيغفر لهم، وقع هذا وإلا ما وقع؟ وقع، وقع فإنه أسلم عام الفتح وقبل عام الفتح أمة من الكفار وصارت العداوة في قلوب المؤمنين لهم صارت مودة نعم، المهم أنك متى علمت قدرة الله عزوجل فإن ذلك يوجب لك التعلق بربك سبحانه وتعالى وأن لا تستبعد شيئا تسأله إياه.