تفسير الآية : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيمٌ )) . حفظ
ثم قال الله تعالى: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني )) هذه الآية يسميها بعض السلف آية المهنة، يعني آية الاختبار والامتحان، وذلك أن قوما ادعوا أنهم يحبون الله، فأمر الله نبيه أن يتحداهم بهذا الميزان وهو إن كانوا صادقين فليتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كانوا من اليهود أو من النصارى أو من المنافقين، المهم أي واحد يدعي أن يحب الله فهذا الميزان (( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحبائه )) إذا كانوا صادقين فليتبعوا الرسول، أما مجرد الدعوى فكل يدعي وصلا لليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، كل يدعي أنه يحب الله لأن الدعوى سهلة، لكن الكلام على البينة، البينة على المدعي إذا كانوا يحبون الله حقا فليتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم لينالوا ما هو أعظم دعواهم وهو محبة الله لهم، ولهذا قال: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فالشأن ليس أن تحب الشأن أن تحب هذه ثمرة، أما أن تحب ولا تحب فهذا عدى، أنظروا إلى بريرة ومغيث بريرة تبغض مغيث والمغيث يحبها، عذب بحبها وإلا لا؟ نعم عذب لما أعتقت خيرها النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختاري نفسك، قالت: والله ما أريده، ما أريد الرجل ، لكن أعتقت فطلبت الخيارة لنفسها والشرر يمكنها من ذلك، فكان زوجها يبكي ورائها في السوق المدينة يطلب أن لا تختار، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اشفع لي يا رسول الله عندها، فكلمها النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارجع إلى مغيث، قالت يا رسول الله إن كنت تأمرني فسمعا وطاعة ـ لله ردها ـ وإن كنت تشير إلى فلا حاجة لي