تفسير الآية : (( فإن تولوا فإن الله عليمٌ بالمفسدين )) . حفظ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . قال الله تعالى: (( فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين )) هذا مبتدا درس الليلة وقد أخذنا فوائد الآية السابقة . قال: (( فإن تولوا )) الضمير يعود على هؤلاء النصارى الذين طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم المباهلة فقال: (( فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) وسبق أنهم امتنعوا عن المباهلة لأنهم يعلمون أنهم لو باهلوا لأخذهم العذاب، لأن الرسول صلى الله علي وسلم حق وهم على باطل . يقول الله عز وجل: (( فإن تولوا )) يعني عن المباهلة وعن إتباعك يا محمد فإنما هم مفسدون، ولهذا قال: (( فإن الله عليم بالمفسدين )) ولم يقل: عليم بهم، بل أظهر في موضع الإضمار، الإظهار في موضع الإضمار له فوائد، الفائدة الأولى: التسجيل أو انطباق الوصف في هذا المظهر على من يعود عليه، يعني أن هذا الوصف الذي جعل في موضع الضمير ينطبق على مرع الضمير فكأنه قال: فإن تولوا فإن الله عليم بهم، لكن وصفهم بالفساد . الفائدة الثانية: العموم، لأنه لوجاء الضمير هنا حسب السياق فإن الله عليم بهم، اختص العلم بمن؟ بهم هم ، فإذا قال: (( بالمفسدين )) صار عاما فيهم وفي غيرهم . الفائدة الثالثة: أن هذا الفعل الذي حصل من هؤلاء الذين جعل الإظهار في موضع الإضمار عنهم هو نوع من هذا الوصف الذي عبر به في موضع الضمير يعني أن فعلهم فساد وهو التولي والإعراض عن دين الله