إثبات اليد لله عز وجل والكلام على حديث ( على صورة الرحمن ). حفظ
ومن فوائدها: إثبات اليد لله عز وجل، لقوله: (( بيد الله )) وهذه اليد يد حقيقية يقبضها الله عز وجل ويقبض بها ويأخذ بها كما قال الله تعالى: (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيمة والسموات )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن الله تعالى يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار وفي النهار ليتوب مسيء الليل ) وأخبر صلى الله عليه وسلم: ( أن الإنسان إذا تصدق بعدل تمر ـ أي بما يعادل تمرة ـ من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يأخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه ) الحديث ، أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن ذلك حق على حقيقته ، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه وهو أعلم بنفسه وأعلم بغيره ، وأخبر به عن نفسه بكلام فصيح بين لا يحتمل الشك قال الله تعالى: (( ومن أحسن من الله حديثا )) وأخبر به عن نفسه بخبر هو أصدق الأخبار لقول الله تعالى: (( ومن أصدق من الله قيلا )) فخبر الله أصدق الأخبار، وأخبر به عن نفسه ليهتدي الناس به كما قال الله تعالى: (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) وقال تعالى: (( يبين الله لكم أن تضلوا )) وقال تعالى: (( يريد الله أن يبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ))، فهذه أربعة أوصاف اتصف بها خبر الله تعالى عن نفسه ،
الشيخ : الوصف الأول: لا الوصف الأول في كلامه ، لا نريد الوصف الأول أنا أريد أن أرتبها ، زيد ؟
أنه خبر صادق عن علم فإن الله عالم بنفسه وبغيره.
الشيخ : الثاني ؟
الطالب : أن كلام الله أحسن الحديث يعني بالفصاحة والبيان والوضوح .
الشيخ : أحمد الثالث ؟
الطالب : أن خبر الله عن نفسه أصدق خبر .
الشيخ : الرابع ؟ أن الله تعالى يريد بما أخبر به عن نفسه أن يهتدي الناس به لئلا يضلوا ، فإذا اجتمعت هذه الأوصاف الأربعة في كلام لم يبقى فيه أدنى شك ولا يمكن أن نقول إنه من المتشابه خلاف لمن زعم أن آيات الصفات من المتشابه، ولهذا قالوا إنها من المتشابه وإن فرضنا نحوها أن نمرها بدون أن نتعرض لمعناها، وهذا كما مر علينا كثيرا خطأ، بل نقرأ آية الصفات و نتعرض لمعناها ونسأل عن معناها، لكن لا نسأل عن الكيفية يعني نسأل ما معنى استوى نسأل ما فيه مانع ما معنى استوى على العرش لكن كيف استوى ما نقول ما نسأل ، هنا يد الله نسأل ما هذه اليد هل هي حسية أو معنوية ؟ الجواب: حسية يأخذ بها ويقبض عز وجل ، ولكن لا نسأل عن كيفيتها، ما نقول كيف هذه اليد هل كف الرحمن ككف الإنسان أو لا ؟ ما نقول هكذا . فإن قال قائل: إنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله خلق آدم على وصورته ) وفي رواية ( على صورة الرحمن ) وهذا يقتضي أن تكون صفات الله كصفات المخلوق، فوجهه كوجه المخلوق ويده كيد المخلوق، وعينه كعين المخلوق، وساقه كساق المخلوق، وقدمه كقدم المخلوق، فما الجواب ؟ فالجواب: أن هذا ما يمكن أن يكون مرادا للحديث، لأنه لو كان هذا مراد الحديث لكان تكذيبا لقوله تعالى: (( ليس كمثله شيء )) وخبر الله ورسوله لا يتكاذب بل يصدق بعضه بعضا، فإذا كان كذلك فما معنى الحديث ؟ فالجواب أن نقول: لا يلزم من كون آدم على صورة الله المماثلة فقد يكون الشيء على صورة الشيء من حيث العموم لا من حيث التفصيل ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن ( أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ) وهل يلزم من ذلك أن يكونوا مثل القمر؟ أبدا لكن من حيث الإجمال على صورة القمر وإلا فليس للقمر أنف وليس له عين وليس له فم وأهل الجنة لهم آناف وأعين وأفواه، لكن من حيث العموم، وهذا وجه قوي جدا ويبقي النص على ظاهره، والوجه الثاني أن نقول: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن أي الصورة التي اختارها عز وجل، على صورته على الصورة التي اختارها كما لو قلت: هذا الباب صنعة فلان يعني هو الذي صنعه، فالله هو الذي صور آدم، وإضافة صورة آدم إلى الله تقتضي التشريف، تشريف، ولذلك جاءت هذه الجملة في بعض الأحاديث تعليلا للنهي عن ضرب الوجه وتقبيح الوجه، لأن آدم خلق على صورة الرحمن، فإذا ضربت الوجه الذي خلقه الله تعالى واختار هذه الصورة له فإن ذلك الضرب قد يخدشه ويغيره، وإذا قبحت الوجه قلت ما أقبح هذا الوجه، فإن هذا أيضا قدح في الصورة التي خلق الله عز وجل واختارها لهذا الوجه، وعلى هذا فيكون إضافة الصورة إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه كقوله: ناقة الله ، بيت الله، مساجد الله، بيوت الله، وما أشبه ذلك، وحينئذ تبقى النصوص ولله الحمد سليمة لا تتناقض ولا تتعارض، فاليد ثابتة لله على الوجه اللائق به من غير أيش؟ من غير مماثلة، نجزم ونعلم علم اليقين أنه لا مماثلة بين صفات الخالق وصفات المخلوق