تتمة تفسير الآية : (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً أولائك لا خلاق لهم في الآخرة ... )) . حفظ
(( لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم )) يعني ولا ينظر إليهم نظر رحمة ، وعطف ، ورأفة ، وذلك لأنهم ليسوا أهلا للرحمة، قال الله تعالى: (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها )) لمن ؟ (( للذين يتقون ويؤتون الزكاة )) وأما غيرهم فليس لهم من رحمة الله نصيب في الآخرة ، (( ولا ينظر إليهم يوم القيمة )) يوم القيمة هو يوم البعث وسمي يوم القيمة لأمور ثلاثة :
الشيخ : الأول ؟
الطالب : لقيام الناس من قبورهم.
الشيخ : والثاني ؟
الطالب : يوم يقوم الأشهاد .
الشيخ : والثالث ؟
الطالب : يقام فيه العدل
الشيخ : (( وضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا )) ،
(( ولا يزكيهم )) يعني لا يطهرهم من آثار رجسهم التي تلوثوا بها في الدنيا، فآثامهم باقية لا تغفر ـ والعياذ بالله ـ، فلا زكاء عند الله لأنهم ليسوا أهلا للتزكية، ولهذا ينادى يوم القيمة على الظالمين: (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )) يعني طرد وإبعادهم عن رحمته، (( ولهم عذاب أليم )) (( لهم عذاب )) العذاب معناه النكال والعقوبة، (( أليم )) بمعنى مؤلم، لأن فعيل في اللغة العربية تأتي على عدة أوجه، فتأتي بمعنى فاعل وتأتي بمعنى مفعول، وتأتي بمعنى مفعل، ثلاث، مثالها بمعنى فاعل ؟ سميع، بصير، رحيم كلها بمعنى فاعل، مثالها بمعنى المفعول: قتيل، جريح، ذبيح وما أشبهها ، مثالها بمعنى مفعل هنا هذه الآية: (( أليم )) بمعنى مؤلم، ومنه قو الشاعر:
أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجور
الشاهد قوله: السميع، ما هو ليس معناه الداعي الذي يسمع بل معناه الداعي الذي يسمع يعني الداعي المسمع يؤرقني يعني يطرد النوم عني وأصحابي هجور، طيب إذا (( أليم )) بمعنى مؤلم، هذا هو معنى الآية في كلماتها ولنرجع الآن إلى الإعراب، الإعراب: لدينا جملة مؤكدة بإن ، وإن كما نعلم تنصب المبتدأ وترفع الخبر، فأين اسمها؟ اسمها الذين وهو اسم موصول ، خبرها جملة: (( أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ))، أولاء مبتدأ أين خبر أولاء ؟ جملة: (( لا خلاق لهم في الآخرة )) فصار لدينا الآن مبتدأ خبره جملة وخبر الخبر الذي هو خبره أيضا جملة صح ؟ طيب وقوله: (( لا خلاق لهم )) ما الذي نصب (( خلاق )) ؟ اسم لا، ولا هنا نافية للجنس، واسمها الذي بعدها إذا كان مفردا فإنه يبنى على ما ينصب به، خليكم معنا ! اسمها إذا كان مفردا فإنه يبنى على ما ينصب به، طيب لماذا لا نقول ينصب على الفتح ؟ لأنه قد يبنى على غير الفتح، قد يبنى على الياء، قد يبنى على الكسرة، ولهذا نقول: على ما ينصب به، فإذا قلت: لا رجلين في البيت، هذا مبني على أيش؟ على الياء، مبني على الياء، وإذا قلت: لا مسلمات في الدار، هذا مبني على أيش؟ على الكسرة ليس على الفتحة، وإذا قلت: لا مسلمين في البلد، على الياء، إذا فنحن نقول: على ما ينصب به أولى من أن نقول مبني على الفتح . طيب أنا قلت: إذا كان اسمها مفردا فكيف يصح قولي هذا مع أني مثلت بمسلمين ومسلمين ومسلمات ؟ يقول النحويون كالفقهاء لهم اصطلاحات في كل موضع بحسبه، المفرد في باب لا، ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، كذا ؟ يعني ولو كان مجموعا أو مثنى، وفي باب الإعراب ما ليس مجموعا ولا مثنى كما أن الغنى عند الفقهاء يختلف في الزكاة له تفسير وفي منع وفي إعطاء الزكاة له تفسير وهكذا . في القراءات في قوله: (( ولا ينظر إليهم )) فيها قراءة: (( إليهم )) (( ولا ينظر إليهم ))، وعندي قاعدة في هذا مكتوبة عندي في المصحف ننظر إليها، يقول: هذه ضوابط في القراءات العامة في جميع القرآن، ضمير هو وهي الأولى بضم الهاء والثاني بكسره هو، ويقال: هي عند جمهور القراء مطلقا ، وسكن الهاء في هما الكسائي وقالوا وأبو عمرو بعد الواو والفاء واللام مثل: فهو، فهي، وهو، لهي، لهو الغنم، لهي الحيوان ، إذا ما شاء الله فصحة (( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )) يجوز قراءة سبعية ، ونقول على رأي الجمهور أيش؟ لهي بكسر الهاء ، وسكنها الكسائي والقانون أيضا في قوله تعالى: (( ثم هو يوم القيمة من المحضرين )) (( ثم هو )) ، ضمير عليهم، إليهم، لديهم مكسور الهاء وقرأه همزة بضم الهاء، عليهم، إليهم ، لديهم مكسور الهاء وإلا لا ؟ (( غير المغضوب عليهم ))، (( وما كنت لديهم ))، (( ولا ينظر إليهم ))، يقول وقرأه همزة بضم الهاء ، ومنه قوله هنا: (( ولا ينظر إليهم ))، (( غير المغضوب عليهم ))، (( وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون )) .