تتمة تفسير الآية : (( ... بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) . حفظ
وقوله: (( بما كنتم تعلمون الكتاب )) هذا مبدأ الدرس اليوم ؟ قال: (( بما كنتم تعلمون )) الباء هذه للسببية وما مصدرية أي بكونكم ، ما مصدرية . فإذا قال قائل: ما هي علامة ماء مصدرية ؟ قلنا علامتها أن يحول ما بعدها إلى مصدر، تسبق هي وما بعدها مصدر فيكون ما بعدها مصدرا، فقوله: (( بما كنتم )) أي بقولكم تعملون ، وقوله: (( تعلمون )) فيها قراءتان: إحداهما (( تعلمون )) أي تعلمون غيركم من التعليم، وقراءة أخرى: (( بما كنتم تعلمون )) أي تعلمون أنتم بأنفسكم، وأيهما أعم (( تعلمون )) أو (( تعلمون )) ؟ (( تعلمون )) لأنه لن يعلم إلا من علم، ولكن مع ذلك نقول إن القراءتين كل واحدة منهما تدل على معنى لازم من الآخر، فيكون المعنى بما كنتم تعلمون وتعلمون، وقوله: (( الكتاب )) هذا مفعول، هذا مفعول على تشديد أي (( تعلمون ))، لكنه مفعول واحد وحذف المفعول الثاني، أي بما كنتم تعلمون الناس الكتاب، وأما على قراءة (( تعلمون )) فالكتاب مفعول واحد فقط ولا تتعدى إلى مفعولين . وقوله: (( تعلمون الكتاب )) المراد بالكتاب الجنس ليشمل التوراة والإنجيل والبعض منها والكل . (( وبما كنتم تدرسون )) أي وبما كنتم تقرءون أنتم، بما كنتم تعلمون وتدرسون تقرءونه، فيكون عندكم للكتاب علم لفظي وعلم معنوي، فالعلم اللفظي يكون بالدراسة والمعنوي يكون بالعلم والتعليم، وقوله: (( بما كنتم تدرسون )) نقول فيها كما قلنا فيما سبقها بأن الباء للسببية وما مصدرية .