آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حفظ
من آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، من الآداب للواجب أن يكون لينا في أمره ، لينا في أمره لينا في نهيه ، لأن اللين خلق كريم يعط الله تعالى به ما لا يعطي على العنف كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ، وكما أرشد الله إليه موسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون (( قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو يطغى )) نعم (( فقولا له قولا لينا )) حين أرسلهما إلى فرعون فقال: (( قولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )) يتذكر فيما تأمرانه به أو يخشى فيما تنهيانه عنه ومع أنه من أعتى أهل الأرض إن لم يكن أعتى أهل الأرض ، فعلى كل حال من الآداب أن يكون الإنسان لينا في أمره ونهيه . ومن الآداب أيضا أن يكون مقنعا في حجته ، لأنه إذا أمر بمعروف قد يقول المأمور ما دليلك في هذا ؟ وإذا نهى عن منكر قد يقول ما دليلك على هذا ؟ فلابد أن يكون عنده إقناع ، وليعلم أن مسألة الإقناع غير مسألة العلم ، بعض الناس عنده علم لكن ما يستطيع أن يقنع غيره ، ليس عنده قوة حجة وبيان ، وبعض الناس يكون أقل علما منه لكن عنده قوة إقناع ، فلابد أن تتمرن على قوة الإقناع ولو بضرب الأمثال ، لأن ضرب الأمثال يقرب، يوجد الآن مثلا فيه طائفة معروفة تدعوا إلى الله وتخرج وعندهم من الإقناع للعامة ما لا يوجد عند أكابر العلماء ولهذا تجدونهم يؤثرون تأثيرا عظيما لأن عندهم أسلوب في الإقناع ، فالإنسان إذا كان عنده أسلوب وأمر غيره قال له: ما دليلك هات الدليل ؟ ثم ضرب له أمثالا بالمعقولة فهذا لاشك أنه من الآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الإمام أحمد أن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا ، استأذنه أن يزني ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( أترضى أن يفعل هذا بأمك وأختك وذات رحمك ؟ قال: لا ما أعرف، قال: إذا كنت لا ترضى أن يفعل ذلك بمحارمك ) هذا معنى الحديث إذا كنت لا ترضى كيف أن تفعله أنت بمن ؟ بمحارم الناس ، هذا أسلوب مقنع يعني مجرد ما يتصور الإنسان هذه المسألة يبتعد ، أنت لو ترى شخصا يغازل أختك أو زوجتك أو بنتك ماذا تفعل ؟ ترضى ؟ ما ترضى ، كيف ترضى عن نفسك تغازل بنات الناس ؟ أو أشد من ذلك تزني ـ والعياذ بالله ـ، هذه من أساليب التي ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون على دراية بها وإيجاد . ومن الآداب أيضا أن يصبر ، أن يصبر على الأذى والمحاجة والمخاصمة لاسيما إذا كثر الجدل في الناس فليصبر، لأن الله تعالى حكى عن لقمان إنه قال لابنه وهو يعظه : (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) لابد لكل آمر من أن يصاب بهذا ، وبعض الناس ربما يثقل عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن لم يصب بأذى لكن لم تتقبل دعوته أو لم يتقبل أمره أو نهيه فيزعل كما يقول العامة ولا يأمر ولا ينهى ، هذا ليس بصحيح ، مر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ، انظر إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ماذا أصابهم من الأذى ، أصابهم أذى عظيم طعن في أجسادهم وطعن في عقولهم وطعن في أهدافهم ، كل شيء طعن فيه ومع ذلك هم صابرون ، أوذي موسى عليه الصلاة السلام بأذى كثيرة وأوذي خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام ، وأوذي أب الأنبياء نوح كانوا يأمرون به (( كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخذيه ))، والنبي عليه الصلاة والسلام كذلك أوذي أذى عظيما ، من أقرب الناس إليه ، هل قريش فعلت بأي واحد من الناس دخل المسجد الحرام وجعل يصلي تحت الكعبة وسجد لله عزوجل هل آذوا أحدا من الناس آتوا بس الجذورة ووضعوه عليه وهو ساجد؟ أبدا ، لكن الرسول فعلوا به هذا وصبر، هل كانوا يأتون بالأذى والقذر والأنتان يضعونه على أبواب الناس في مكة ؟ لا ، لكن الرسول فعلوا به هذا وصبر، فالواجب أن يصبر الإنسان وأن يحتسب هذا الصبر على الله، وهذا الصبر على هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعظم أجرا من الصبر على أعظم مصيبة تناله الإنسان في أقرب الناس إليه ، لأن هذا صبر على أذى في الله ليس صبر على أقدار الله، هذا صبر على أذى في الله عز وجل ، فاحتسب الأجر من الله واصبر على ما أصابك . مما يصيب الإنسان الأذى بالقول ، الأذى الجدلي مثل أن يقول علم نفسك ، تأمر بالمعروف يقول: علم نفسك، تأمر بالمعروف يقول: أدب عيالك ، وما أشبه ذلك ، هذا أيضا بعض الناس يغار يعني قد يفور دمه ويغضب غضبا شديدا فنقول يا أخي اصبر هذه المسألة بسيطة إذا قال أدب عيالك لا بأس جزاك الله خيرا ، لكن أنا معلم عيالي وأعلمك أنت الآن، خلك تأخذ من مدى طويل ، إذا احتدمه هذا الرجل وأخذت العزة بالإثم فلن أنت وسوف يبرد لأن المشكل أن يقابل الحار بالحار لكن إذا قوبل الحار بالبارد برد وصارت المسألة طبيعية ، لكن إذا صادم الحار بالحار خلاص تشتعل النار ، ولذلك أقول إنه يجب علينا أن نصبر ، وإذا رأينا الناس قد شدوا الحبل أرخيناه ، وإذا رأينا لينا جذبناه ، طيب هذه إذا ثلاثة آداب ينبغي لطالب العلم لآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتأدب بها وإذا أضفنا الشرط الخامس أن من الآداب أن يكون هو أول فاعل لما يأمر به وأول تارك لما ينهى عنه صارت الآداب أربعة وشروط الوجوب أربعة