تفسير الآية : (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلافٍ من الملآئكة منزلين )) . حفظ
الشيخ : ثم قال: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )).
أولا: في هذه الآية قوله: (( منزلين )) فيها قراءة سبعية: (( منزلين )) بتشديد الزاي، وقوله: (( مسومين )) فيها قراءة سبعية أيضا: (( مسومين )) بالبناء للمجهول.
يقول: (( إذ تقول للمؤمنين )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا من الخطابات التي تختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد مر علينا أن الخطابات الموجهة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول: ما دل الدليل على أنه خاص به، والثاني: ما دل الدليل على أنه عام للأمة، والثالث: ما لم يدل عليه الدليل لا هذا ولا هذا، فما دل الدليل على أنه خاص به فهو خاص به مثل هذه الآية: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم )) (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه )) هذا خاص، (( ألم نشرح لك صدرك )) هذا خاص، (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) هذا أيضا خاص، وإن كان الأمة يشملها يجب عليها التبليغ من جهة أخرى، الثاني: ما دل الدليل فيه على العموم، ما دل الدليل فيه على العموم كقوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) هذا واضح أنه عام لأنه قال: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فوجه الخطاب أولا للنبي صلى الله عليه وسلم ثم عمم في الحكم فقال: (( إذا طلقتم ))، الثالث: ما لم يدل الدليل عليه لا هذا ولا هذا فهو عام، فهو عام بلاشك، حكمه عام، لكن هل الخطاب عام من حيث اللفظ أو لا ؟ الذي يظهر أنه عام حتى من حيث اللفظ، وذلك لأن الخطاب للإمام خطاب لمن تبعه، ولهذا لو قال الوزير مثلا للقائد: اذهب إلى الجهة الفلانية، كان ذلك الخطاب له ولمن كان تحت إمرته، كذلك الخطاب إذا وجه للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدل الدليل على أنه خاص به فهو شامل له وللأمة جميعا، وقال بعض العلماء إنه لا يشمل الأمة وأن الخطاب له وحده ولكن على الأمة الاتباع، وأنتم إذا تأملتم وجدتم أن الخلاف قريب من اللفظ، لأنهم متفقون على أن الحكم عام، لكن هل الأمة تدخل في ضمنها للخطاب أو تدخل بخطاب آخر لأنها مأمورة بالإتباع، هذا محل الخلاف، والحقيقة أنك إذا تأملته وجدت أنه قريب من الخلاف اللفظي .
أولا: في هذه الآية قوله: (( منزلين )) فيها قراءة سبعية: (( منزلين )) بتشديد الزاي، وقوله: (( مسومين )) فيها قراءة سبعية أيضا: (( مسومين )) بالبناء للمجهول.
يقول: (( إذ تقول للمؤمنين )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا من الخطابات التي تختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد مر علينا أن الخطابات الموجهة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول: ما دل الدليل على أنه خاص به، والثاني: ما دل الدليل على أنه عام للأمة، والثالث: ما لم يدل عليه الدليل لا هذا ولا هذا، فما دل الدليل على أنه خاص به فهو خاص به مثل هذه الآية: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم )) (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه )) هذا خاص، (( ألم نشرح لك صدرك )) هذا خاص، (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) هذا أيضا خاص، وإن كان الأمة يشملها يجب عليها التبليغ من جهة أخرى، الثاني: ما دل الدليل فيه على العموم، ما دل الدليل فيه على العموم كقوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) هذا واضح أنه عام لأنه قال: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فوجه الخطاب أولا للنبي صلى الله عليه وسلم ثم عمم في الحكم فقال: (( إذا طلقتم ))، الثالث: ما لم يدل الدليل عليه لا هذا ولا هذا فهو عام، فهو عام بلاشك، حكمه عام، لكن هل الخطاب عام من حيث اللفظ أو لا ؟ الذي يظهر أنه عام حتى من حيث اللفظ، وذلك لأن الخطاب للإمام خطاب لمن تبعه، ولهذا لو قال الوزير مثلا للقائد: اذهب إلى الجهة الفلانية، كان ذلك الخطاب له ولمن كان تحت إمرته، كذلك الخطاب إذا وجه للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدل الدليل على أنه خاص به فهو شامل له وللأمة جميعا، وقال بعض العلماء إنه لا يشمل الأمة وأن الخطاب له وحده ولكن على الأمة الاتباع، وأنتم إذا تأملتم وجدتم أن الخلاف قريب من اللفظ، لأنهم متفقون على أن الحكم عام، لكن هل الأمة تدخل في ضمنها للخطاب أو تدخل بخطاب آخر لأنها مأمورة بالإتباع، هذا محل الخلاف، والحقيقة أنك إذا تأملته وجدت أنه قريب من الخلاف اللفظي .