تفسير الآية : (( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءالاف من الملآئكة مسومين )) . حفظ
الشيخ : قال الله تعالى: (( بلى )) بلى هذه لإثبات أو للتقرير تقرير الاستفهام ألن يكفيكم ؟ بلى، يعني يكفيكم (( أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )) يقول: بلى، يعني يكفيكم هذا، هذا الإمداد لكن بشرط إن تصبروا وتتقوا ويأتيكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بأكثر مما قلت لهم، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: ألن يكفيكم أن يمدكم بثلاثة، لكن إن صبرتم واتقيتم أمدكم الله بأكثر، ولهذا قال: (( يمددكم ربكم بخمسة آلاف ))، فهاهنا شيئان: ثلاثة آلاف من الملائكة هذا وعد به الرسول عليه الصلاة والسلام، خمسة آلاف من الملائكة زائد على الثلاثة هذا تكفل الله به لكن بشرط الصبر والتقوى.
وقوله: (( ويأتوكم من فورهم هذا )) أي يأتوكم من الجهة التي جاءوكم منها في وقت مبادر، لأن الفور معناه المبادرة بالشيء، فالمعنى أنهم إذا باغتوكم وأتوكم من فورهم فإنه يمددكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، فالشروط إذا ثلاثة، الصبر، الثاني: التقوى، والثالث: أن يأتوهم من فورهم هذا، فإن الله يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة ليسوا منزلين فقط بل مسومين، أي معلمين علم الجهاد وعلم القتال، وهذا أبلغ من مجرد الإنزال، فالله سبحانه وتعالى تكفل بالزيادة وهذا يعود إلى الكمية، وتكفل بالقوة والشجاعة وهذا يعود إلى الكيفية .
وقوله: (( مسومين )) أي معلمين بعلامات القتال، لأن العادة أن الشجعان يجعلون لهم علامات فوق لأمة الحرب حتى يعرف بها الشجاع من غيره.
هذه الآية أو هذا الإمداد اختلف أهل العلم هل هذا في بدر أو في أحد ؟، فإن كان في بدر ففيه إشكال، حيث إن الله تعالى ذكر أن الله تعالى أمدهم في بدر بألف من الملائكة فقال: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهنا قال: ثلاثة آلاف ، وخمسة آلاف، لكن جمعوا بينهما بأنه لا مانع أن الله استجاب لهم فأمدهم بألف من الملائكة ثم زيد فيهم إلا ثلاثة آلاف، ثم زيد فيهم إلا خمسة آلاف إذا تمت الشروط، وبناء على هذا القول يكون قوله: (( إذ تقول )) متعلق بنصر، والقول الثاني: أن هذه الآية في أحد وليست في بدر، لأن الذي في بدر كان الأمر فيها غير مشروط: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهذه مشروط، ولم يحصل الشرط فلم يحصل المشروط، أي أن المسلمين في غزوة أحد لم يحصل منهم الشرط الذي اشترطه الله وهي التقوى، الصبر، وذلك لأنهم حصل منهم تنازع وفشل ومعصية فلم يكونوا على الحال التي يستحقون بها ما شرط الله لهم، وهذا القول أصح وأقرب أن يكون المراد بذلك غزوة أحد، وأنه لم يحصل الإمداد، لأن الإمداد كان مشروطا بشرط لم يتحقق، وعلى هذا فلا يبقى إشكال بين الآيتين، لأن كل آية نزلت في غزوة، ثم إنه يجب أن نعلم أن الذي وعدهم به الرسول عليه الصلاة والسلام غير الذي وعدهم الله به، فليس الكلام من متكلم واحد، بل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الله سبحانه وتعالى، فالرسول قال: (( ألن يكفيكم أن يمدكم )) والله قال: ((بلى إن تصبروا تتقوا ويأتكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )) .
وقوله: (( ويأتوكم من فورهم هذا )) أي يأتوكم من الجهة التي جاءوكم منها في وقت مبادر، لأن الفور معناه المبادرة بالشيء، فالمعنى أنهم إذا باغتوكم وأتوكم من فورهم فإنه يمددكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، فالشروط إذا ثلاثة، الصبر، الثاني: التقوى، والثالث: أن يأتوهم من فورهم هذا، فإن الله يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة ليسوا منزلين فقط بل مسومين، أي معلمين علم الجهاد وعلم القتال، وهذا أبلغ من مجرد الإنزال، فالله سبحانه وتعالى تكفل بالزيادة وهذا يعود إلى الكمية، وتكفل بالقوة والشجاعة وهذا يعود إلى الكيفية .
وقوله: (( مسومين )) أي معلمين بعلامات القتال، لأن العادة أن الشجعان يجعلون لهم علامات فوق لأمة الحرب حتى يعرف بها الشجاع من غيره.
هذه الآية أو هذا الإمداد اختلف أهل العلم هل هذا في بدر أو في أحد ؟، فإن كان في بدر ففيه إشكال، حيث إن الله تعالى ذكر أن الله تعالى أمدهم في بدر بألف من الملائكة فقال: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهنا قال: ثلاثة آلاف ، وخمسة آلاف، لكن جمعوا بينهما بأنه لا مانع أن الله استجاب لهم فأمدهم بألف من الملائكة ثم زيد فيهم إلا ثلاثة آلاف، ثم زيد فيهم إلا خمسة آلاف إذا تمت الشروط، وبناء على هذا القول يكون قوله: (( إذ تقول )) متعلق بنصر، والقول الثاني: أن هذه الآية في أحد وليست في بدر، لأن الذي في بدر كان الأمر فيها غير مشروط: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهذه مشروط، ولم يحصل الشرط فلم يحصل المشروط، أي أن المسلمين في غزوة أحد لم يحصل منهم الشرط الذي اشترطه الله وهي التقوى، الصبر، وذلك لأنهم حصل منهم تنازع وفشل ومعصية فلم يكونوا على الحال التي يستحقون بها ما شرط الله لهم، وهذا القول أصح وأقرب أن يكون المراد بذلك غزوة أحد، وأنه لم يحصل الإمداد، لأن الإمداد كان مشروطا بشرط لم يتحقق، وعلى هذا فلا يبقى إشكال بين الآيتين، لأن كل آية نزلت في غزوة، ثم إنه يجب أن نعلم أن الذي وعدهم به الرسول عليه الصلاة والسلام غير الذي وعدهم الله به، فليس الكلام من متكلم واحد، بل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الله سبحانه وتعالى، فالرسول قال: (( ألن يكفيكم أن يمدكم )) والله قال: ((بلى إن تصبروا تتقوا ويأتكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )) .