تفسير الآية : (( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )) . حفظ
ثم ذكر الله من صفاتهم فقال: (( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة ... )) هذه أوصافهم، أولا، الوصف الأول: (( الذين ينفقون في السراء والضراء )) وحينئذ قد يسأل السائل : كيف بدأ بالإنفاق دون ذكر الصلاة مثلا ؟ والصلاة أهم من الإنفاق ؟ لأنه لما نهى عن أكل الربا أضعافا مضاعفة بدأ بضده، ضد أكل الربا وهو الأنفاق، وهذا كقوله: (( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون )) فإنه لما قال: (( لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة )) بدأ بذكر الإنفاق في صفات المتقين، (( الذين ينفقون في السراء والضراء )) ينفقون ماذا ؟ حذف المفعول ليكون دالا على العموم، أي ينفقون كل ما يمكن إنفاقه من أعيان ومنافع وجاه وغير ذلك، فإن الإنسان قد ينفق أعيانا كالثياب، ودراهم كالنقود مثلا، وكذلك قد ينفق منافع بأن يعير شخصا ما ينتفع به هذا المستعير، وجاها بأن يتوسط لشخص أو يشفع له، فالإنفاق هنا عام: (( الذين ينفقون ))، و (( في السراء والضراء )) السراء: ما يسر، والضراء: ما يضر، يعني في حال الرخاء وفي حال الشدة ينفقون، ولم يبين على من ينفقون، على من ينفقون ؟، ولكن الله قد بين في سورة البقرة قال: (( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين بالمعروف )) فينفق في جهات الخير لا في جهات الشر، لأنه لو أنفق في جهات الشر لخرج عن وصف المتقين، والله سبحانه وتعالى ذكر الإنفاق هنا وصفا لمن ؟ للمتقين، فلابد أن يكون إنفاقهم فيما يرضي الله .
إذا قال قائل: في السراء والضراء، أما في السراء والسعة والرخاء فالإنفاق وجيه، وأما في الضراء فكيف يكون الإنفاق ؟ فالجواب: أنه يجب أن نعلم أن الإنفاق ليس خاصا بالإنفاق على البعيد عنك، بل هو عام يشمل حتى الإنفاق على ابنك وبنتك وأمك وأبيك وزوجتك بل ونفسك، حتى الإنفاق على النفس يؤجر الإنسان عليه ويكون صدقة، قال النبي عليه الصلاة والسلام لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كلمة جامعة نافعة قال: ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك أو في في امرأتك ) طيب إذا نقول في الضراء هل يمكن الإنفاق في الضراء ؟ الجواب نعم ينفق، قد يكون الإنسان في أشد العسر وينفق على أهله وزوجته بل وعلى نفسه.
قال: (( والكاظمين الغيظ )) الكظم معناه المنع مع ألم وتأثم، الكظم يعني يكظم بألم وشدة وتأثر، والغيظ قيل: إنه أشد الغضب، يعني أنهم إذا غضبوا وثاروا حبسوا غيظهم، ومعلوم أن من أشد ما يكون على الإنسان أن يحبس غيظه، ويعرف ذلك من يكون سريع الغضب، فإنه إذا أراد أن يكظم الغيظ يجد شدة عظيمة كأن أحدا يصرعه صرعا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من تعدون الصراع فيكم ؟ ) قالوا: الذي لا يصرع ـ الذي لا يصرع هو الصرعة والصرع معناه الطرح ـ قال: ( إنما الصرعة من يملك نفسه عند الغضب ) هذا هو الصرعة الذي إذا ثارت نفسه ملكها، ولهذا قال: (( الكاظمين الغيظ )) يعني إذا فعل بهم إنسان ما يغيظهم فإنهم يكظمون على شدة ومعاناة وألم، ويدل على أن الكظم فيه شدة ومعاناة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) ولهذا يجد بعض الناس إذا أراد التثاؤب يجد شدة عظيمة في منع فتح فمه، مع أن المشروع أن تكظم وأن لا تفتح الفم، وقد ذكر بعض العلماء شيئا ييسر لك الكظم، قال: إذا أصابك التثاؤب فعَض شفتك السفلى، إذا عضتها لم يفتح، بس أخشى أنه يكود الإنسان ويقطعها، على كل حال هذه لاشك أنها فيها علاج، إذا الكظم معناه الحبس لكن بشدة ومعاناة، والغيظ أشد الغضب، وإذا كانوا يكتمون الغيظ وهو أشد الغضب فما بالك بما دونه، ولكن الحالة العلياء هي كظم الغيظ .
إذا قال قائل: في السراء والضراء، أما في السراء والسعة والرخاء فالإنفاق وجيه، وأما في الضراء فكيف يكون الإنفاق ؟ فالجواب: أنه يجب أن نعلم أن الإنفاق ليس خاصا بالإنفاق على البعيد عنك، بل هو عام يشمل حتى الإنفاق على ابنك وبنتك وأمك وأبيك وزوجتك بل ونفسك، حتى الإنفاق على النفس يؤجر الإنسان عليه ويكون صدقة، قال النبي عليه الصلاة والسلام لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كلمة جامعة نافعة قال: ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك أو في في امرأتك ) طيب إذا نقول في الضراء هل يمكن الإنفاق في الضراء ؟ الجواب نعم ينفق، قد يكون الإنسان في أشد العسر وينفق على أهله وزوجته بل وعلى نفسه.
قال: (( والكاظمين الغيظ )) الكظم معناه المنع مع ألم وتأثم، الكظم يعني يكظم بألم وشدة وتأثر، والغيظ قيل: إنه أشد الغضب، يعني أنهم إذا غضبوا وثاروا حبسوا غيظهم، ومعلوم أن من أشد ما يكون على الإنسان أن يحبس غيظه، ويعرف ذلك من يكون سريع الغضب، فإنه إذا أراد أن يكظم الغيظ يجد شدة عظيمة كأن أحدا يصرعه صرعا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من تعدون الصراع فيكم ؟ ) قالوا: الذي لا يصرع ـ الذي لا يصرع هو الصرعة والصرع معناه الطرح ـ قال: ( إنما الصرعة من يملك نفسه عند الغضب ) هذا هو الصرعة الذي إذا ثارت نفسه ملكها، ولهذا قال: (( الكاظمين الغيظ )) يعني إذا فعل بهم إنسان ما يغيظهم فإنهم يكظمون على شدة ومعاناة وألم، ويدل على أن الكظم فيه شدة ومعاناة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) ولهذا يجد بعض الناس إذا أراد التثاؤب يجد شدة عظيمة في منع فتح فمه، مع أن المشروع أن تكظم وأن لا تفتح الفم، وقد ذكر بعض العلماء شيئا ييسر لك الكظم، قال: إذا أصابك التثاؤب فعَض شفتك السفلى، إذا عضتها لم يفتح، بس أخشى أنه يكود الإنسان ويقطعها، على كل حال هذه لاشك أنها فيها علاج، إذا الكظم معناه الحبس لكن بشدة ومعاناة، والغيظ أشد الغضب، وإذا كانوا يكتمون الغيظ وهو أشد الغضب فما بالك بما دونه، ولكن الحالة العلياء هي كظم الغيظ .