مناقشة حول الآية : (( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )) . حفظ
الطالب: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ َواتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء و الضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يسروا على ما فعلوا وهم يعملون أولئك جزائهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )).
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض )) . قوله تعالى: (( وسارعوا )) فيها قراءة أخرى ما هي ؟
الطالب: ما ذكرناها،
الشيخ : ما ذكرناه ؟ أي نعم.
الطالب: بدون واو: (( سارع ))
الشيخ : بدون واو، نعم ؟
الطالب: ما ذكرناه ؟
الشيخ : طيب من وين جاء هذا ؟ على كل حال فيها قراءة (( لعلكم ترحمون سارع إلى مغفرة )) بدون واو، مر علينا بعد مثلها في البقرة: (( والله واسع عليم وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه )) فيها حذف الواو (( قالوا اتخذ الله ولدا )) وهذا يعتبر نادرا في الحقيقة لأن الغالب أن القراءات لا تختلف في الكلمات فضلا عن الحروف، أما هذه ففيها إسقاط حرف العطف .
الشيخ : طيب، معنى المسارعة ؟
الطالب: المسارعة المبادرة.
الشيخ : هل لهذه الآية نظير في القرآن ؟
الطالب: نعم قوله تعالى: (( سارعوا إلى مغفرة من ربكم ))،
الشيخ : لا ،
الطالب: قوله سبحانه وتعالى: (( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض )).
الشيخ : في هذه الآية دليل على أن الجنة موجودة، فهد ؟
الطالب: قوله: (( وجنة عرضها السموات والأرض )) هذه تدل على أنها موجودة ؟
الشيخ : لا،
الطالب: قوله تعالى: (( أعدت للمتقين ))
الشيخ : قوله تعالى: (( أعدت للمتقين )) لأن الإعداد بمعنى التهيئة.
الشيخ : أورد يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صح الحديث ـ إشكالا في هذه الآية ؟ الطالب: قوله تعالى: (( وجنة عرضها السموات والأرض )) قال: أين تكون السموات والأرض ؟ الشيخ : لا، أين تكون النار ؟ فماذا كان جواب الرسول ؟
الطالب: أجابه النبي صلى الله عليه وسلم: أين تكون الليل إذا جاء النهار .
الشيخ : طيب، هل هذا الإيراد واجب ؟ بمعنى أنه وارد على الآية أو غير وارد ؟
الطالب: ليس وارد،
الشيخ : لماذا ؟
الطالب: لأنه الآية تشبه جنة عرضها كعرض السموات والأرض، فيدل على أن الجنة مكانها منفصل عن مكان النار.
الشيخ : أنا أقصد هل هذا اليهودي الذي أورد هذا، هل إيراده صحيح أو من باب التلبس والتشبيه والتشكيك ؟ بندر ؟
الطالب: لا يلزم من ذلك أن تكون الجنة ... بالسماء والأرض،
الشيخ : يعني معناه أن الله لم يقل ملء السماوات والأرض، قال عرضها. كما أني لو شبهت مثلا بيتا ببيت قلت: هذا البيت عرض بيت فلان، هل يلزم أن يكون بيتي قد ملأ بيت فلان ؟ لا . طيب، إذا قلنا بذلك فهل هذه علة توجب ضعف الحديث ؟ لأن مثل هذا الإيراد لا يورده إلا إنسان ملبس أو نقول إن الرسول قال أين النهار إذا كان الليل من باب قطع النزاع ؟.
الطالب: لعلها الأول،
الشيخ : أي نعم، بعض العلماء أعل الحديث بهذا وقال إن الآية لا تدل على إيراد هذا اليهودي، ولكن لو سلمنا جدلا أن الحديث صحيح فلماذا ؟
الطالب: قطعا للنزاع، الرسول عليه الصلاة والسلام خاطب هذا اليهودي بعقله ...
الشيخ : فقال له: أين الليل إذا جاء النهار، ونظير ذلك محاجة إبراهيم،
الطالب: عندما خرج للشمس قال: هذا ربي.
الشيخ : لا، حين قال: (( ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال ابراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب)) ولا ذهب يعالجه في أنه لا يحيي ولا يميت، بل عدل إلى شيء يقطع النزاع ولا يمكنه أن يجادل .
الشيخ : طيب، قوله تعالى: (( الكاظمين الغيظ )) الأخ، ويش معنى الكاظمين ؟
الطالب: الكاتمين الغيظ،
الشيخ : والغيظ ما هو ؟
الطالب: شدة الغضب،
الشيخ : شدة الغضب لأن الغضب ثوران الدم أو فوران الدم يريد أن يخرج فيكضمه الإنسان على مضض.
الشيخ : (( العافين عن الناس )) ؟
الطالب: ما وصلنا ؟ طيب.