فوائد الآية : (( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )) . حفظ
في هذه الآية: (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ... )) فيها: الأمر بالمسارعة إلى المغفرة والجنة، وهل الأمر للوجوب ؟ نقول أما فيما يجب فواجب، وفيما لا يجب ليس بواجب، ولكن الإنسان يؤمر بأن يسارع .
وفيه دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يوثر غيره بالقربات، لأنه إذا آثر غيره بالقربات فهذا يعني التأخر، ومن أمثلة ذلك: أن يوثر غيره بمكانه الفاضل في الصف، بأن يتأخر عن مكانه في الصف الأول لرجل آخر، فإن هذا خلاف المسارعة إلى الخيرات، صح ؟
الطالب: صحيح،
الشيخ : صحيح، ولكن إذا ترتب على إيثار غيره بهذا المكان مصلحة أكبر من مصلحة التقدم لم يكن إيثاره من باب التأخر عن الخيرات، لأنه تنازل عن فضيلة إلى فضيلة أعلى، فلا يكون هذا إيثارا في الحقيقة يدل على زهد الإنسان فعل الخير، بل هو إيثار فيه انتقال من خير إلى ما هو خير منه، وقد مر علينا أظن الإيثار بالقرب أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول: الإيثار بالواجب، فهذا محرم، الثاني: الإيثار بالمستحب فهذا مكروه، والثالث: الإيثار بالمباح، ولكن لا يأتي هذا التقسيم بالنسبة للقرب لأن القرب ما تكون مباح القرب من باب المشروع فعله، فهو إذا قسمان ـ الإيثار بالقرب ـ: إيثار بواجب فهو حرام ، إيثار بالمستحب فهو مكروه، مثال الإيثار بالواجب ؟
الطالب: يعطي شخصا وهو في حاجة لهذا المال، يعني هو ما حج فهو بحاجة إلى أن يحج أولا لكن يعطي ماله لآخر ليحج،
الشيخ : يعني عنده مال لا يكفي إلا لحج رجل واحد فيعطي غيره ليحج به ويدع نفسه، صحيح المثال؟ صحيح، الإيثار في المستحب ؟
الطالب: تقدم في الصف،
الشيخ : أن يؤثره بالمكان الفاضل في الصف .
الطالب: قسم ثالث، إيثار ضرورة، كأن يكون عطشان جدا وعنده ماء فهنا واجب ؟
الشيخ : لا ما هو واجب، لأنه ما فيه إيثار، لأن صاحب الماء إذا كان عطشان فيشربه ولا يجب عليه أن يؤثر غيره، وإن كان غير عطشان فيجب عليه أن ينقذ هذا .
من فوائد الآية الكريمة: ما ذكر من أن التخلية قبل التحلية، لأنه قال: (( إلى مغفرة وجنة )) فبالمغفرة الزحزحة عن النار التي أوجبتها الذنوب، وبالجنة دخول الجنة: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) .
ومن فوائدها الآية الكريمة: أن المغفرة لا تكون إلا من الله: (( إلى مغفرة من ربكم )) لأن مغفرة غير الله لا تفيد، إنما تفيد في حق الإنسان الخاص، إذا سمح عنك وغفر عنك فهذا يفيد، كما قال تعالى: (( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان سعة الجنة، لقوله: (( عرضها السموات والأرض )) .
من فوائدها: أن الجنة موجودة الآن، لقوله: (( أعدت )) والإعداد التهيئة، وقد تضافرت النصوص الكثيرة على أن الجنة موجدة الآن .
من فوائدها: أن أصحاب الجنة هم المتقون، لقوله: (( للمتقين )) كما قال في النار: (( أعدت للكافرين ))، فالمتقون هم أهل الجنة .