إثبات العلو لله وإحاطته بما نعمل. حفظ
من فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات العلو لله عزوجل، إثبات العلو، لقوله: (( عند الله )) والعندية تعني عندية المكان، وإذا كانوا درجات فالدرجات ترتفع شيئا فشيئا، فيؤخذ منها إثبات علو الله، وهذا أمر متفق عليه ومجمع عليه بين السلف، وقد دلت عليه الأدلة الخمسة كلها: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والخامس الفطرة، يعني علو الله عزوجل دل عليه هذه الأدلة الخمسة: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، الكتاب والسنة مملوءان من ذلك، والإجماع يقول شيخ الإسلام رحمه الله: " والله يعلم أني بعد البحث التام ومطالعة ما أمكن من كلام السلف ما رأيت أحدا منهم قال" إن الله ليس في السماء
وأما العقل فقد دل على علو الله، كيف ؟ كيف دل ؟
الطالب: العلو صفة كمال فالله عزوجل أحق بصفات الكمال، والثاني: أن السفل صفة نقص، والله منزه عن النقص،
الشيخ : تمام، العقل يدل على ذلك، لاشك أن العلو علو المكان كعلو المكانة، أي أنه كمال أو نقص ؟ كمال، وإذا كان كذلك فلله كل صفة كمال،
أما الفطرة فلا تسأل، كل إنسان لم يقرأ كتب أهل البدع أين يتجه قلبه إذا ذكر الله ؟ إلى العلو، ولهذا يقال: إن أبا المعالي الجويني كان يقرر في العلو ويقول: إن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله، وهو الآن على ما كان عليه، هذا الكلام ما يفهمه الإنسان، كان ولم يكن شيء قبله وهو الآن على ما كان عليه، ما يفهمه الإنسان، نعم ؟ لكنه يريد أن ينكر استواء الله على العرش، فقال له الهمداني رحمه الله: "
يا شيخ دعنا من ذكر العرش، أخبرنا عن هذه الضرورة التي يجدها الإنسان، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو "، صح أو لا؟ أنت لو ما درست شيئا أبدا تقول" يا الله وين يروح قلبك ؟ فوق، فجعل يضرب على رأسه ويقول: "حيرني الهمداني حيرني "، ما له جواب، طيب إذا نقول: علو الله ثابت في الأدلة الخمسة، في الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، وكما رأيتم ابن القيم رحمه الله يكرر هذا المعنى في النونية تكرارا كثيرا لأنه من أعلى صفات الكمال .
من فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات إحاطة الله عزوجل بما نعمل، لقوله: (( والله بصير بما يعملون )) ويترتب على هذا الأدب السلوكي، وهو أن نحذر من مخالفته، لأننا إذا كنا نعلم أنه بصير بما نعمل فسوف نتجنب كل ما يسخطه عزوجل، ونأتي كلما يرضيه، لاسيما وأن الآية جاءت بعد قوله: (( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ))