تفسير الآية : (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ... )) . حفظ
ثم قال الله تعالى: (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث )) لقد: كل ما وجدت في القرآن لقد فإنها جملة مؤكدة، كم مؤكد ؟ بثلاثة مؤكدات، كلما جاءت لقد في القرآن فإنها جملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: القسم المقدر، واللام ،وقد، إذ تقدير الكلام: والله لقد من الله .
فإذا قائل: ما الداعي للقسم مع كون الأمر ظاهرا ؟ لأن القسم إنما يقال للشاك أو المنكر، للشاك المتردد تحلف له، أو المنكر تحلف له أيضا، فلماذا أقسم الله في هذه الآية على أنه مان على المؤمنين ببعث محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هو لو قال: لقد من الله على الناس، لكن قال: (( على المؤمنين )) الذين يعرفون أن ذلك منة ؟
نقول: إن الداعي للقسم ليس هو الإنكار أو الشك من المخاطب بل قد يكون الداعي للقسم أهمية المقسم عليه، أهمية المقسم عليه، وإن لم يكن هناك شك، وهذه الآية من هذا النوع، يعني المقصود بذلك بيان أهمية هذه المنة العظيمة التي لا يعادلها شيء