فوائد الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )) . حفظ
في هذه الآية الكريمة من الفوائد: تهديد هؤلاء الذين يسارعون في الكفر، لقوله: (( ولا يحزنك )) (( إنهم لن يضروا الله )) أي لا يهمنك أمرهم فسوف يعذبون .
ومنها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الخلق، لأنه يحزنه هؤلاء الذين يسارعون في الكفر، ولولا حرصه عليه الصلاة والسلام ما حزن لكفرهم .
ومنها: بيان ما يلحق النبي صلى الله عليه وسلم من الهم أو من الحزن لعدم إسلام الأمة، وذلك لمحبته للخير عليه الصلاة والسلام حتى الذي يسارعون في الكفر يحزنه عملهم لأنه يود أن يسلموا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان ما يقع فيه سفهاء بني آدم من الخطأ والخطل، لكون هؤلاء يسارعون في الكفر مع أنه ضرر عليهم وهلاك .
من فوائد هذه الآية الكريمة: انتفاء الضرر عن الله وأنه لا تضره معصية العاصين كما لا تنفعه طاعة الطائعين، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) .
فإن قيل: إن الله قد أثبت أن بعض عباده يؤذيه في قوله تعالى: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة )) وفي قوله في الحديث القدسي: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأن الدهر ) فكيف نجمع بين نفي الضرر وإثبات الأذية ؟
فالجواب أن يقال: لا يلزم من الأذية الضرر، فقد يتأذى الإنسان بالشيء ولا يتضرر به، أرأيت لو صلى إلى جانبك أو جلس إلى جانبك رجل قد أكل بصلا وثوما فإنك تتأذى بما معه أو برائحته ولكن لا تتضرر، فلا يلزم من الأذية أن يتضرر، وحينئذ لا معارضة بين نفي الضرر عن الله عزوجل وإثبات الأذية .
ومن فوائد هذه الآية: بيان غنى الله عزوجل عن كل من سواه، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )).