تفسير الآية : (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم ... )) . حفظ
ثم قال الله تعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )) (( ولا يحسبن الذين كفروا )) أي لا يظن الذين كفروا، وفيها قراءة ثانية سبعية: (( ولا تحسبن الذين كفروا )) وقوله: (( أنما نملي لهم )) أي نمهلهم عن الأخذ بالعقوبة، خيرا أو خير ؟ (( خير لأنفسهم )).
وهنا يقع تساؤل: لماذا كانت خير مع أنه قال: (( نملي )) والفعل المضارع ينصب المفعول به ؟ ... لكن أنما: هنا ما اسم موصول، أو أنما حرف حصر ؟
الطالب: أنما: اسم موصول من أسماء ... ،
الشيخ : صح إذا يكون التقدير: أن الذي نملي لهم خير، مع أن عندي مرسومة متصلة بأن، فصورتها صورة الحصر، ولكن هذا لا يمنع من أن تكون اسما موصولا، لأن العلماء اتبعوا في رسم المصحف الرسم العثماني، وإلا لو مشينا على القاعدة الموجودة الآن لكتبت أن وحدها وما وحدها .
قال الله تعالى: (( إنما نملي لهم )) هذه إنما على الحصر (( إنما نملي لهم )) أي نمهلهم (( ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )) قوله: (( ليزدادوا إثما )) اللام للتعليل باعتبار فعل الله، يعني أنه عزوجل يملي من أجل زيادة الإثم، وللعاقبة باعتبار حال المشركين أو الكافرين، لأنهم ما كفروا لأجل أن يزدادوا إثما ولكن كفرهم كان سببا لزيادة الإثم، وقوله: (( ليزدادوا إثما )) أي إلى إثمهم، لأن الرجل إذا كفر عشرة أيام وزاد يوما زاد كفرا، إذا زاد عشرة أيام أخرى زاد أكثر وهكذا، فهم ـ والعياذ بالله ـ لا يستفيدون من دنياهم بل يزدادون بذلك كفرا.
(( ولهم عذاب مهين )) مهين: مذل من الإهانة، وذلك لأنهم إنما كفروا استكبارا وعلوا فعوقبوا بعذاب يذلهم ويهينهم