تتمة المناقشة حول الآية : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ ... )) . حفظ
تتمة المناقشة حول الآية: (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
الشيخ : ما العلاقة في قوله: بين الأمر بالتقوى وبين كونهم يتساءلون به ؟
الطالب : لأن كونهم يتساءلون به يدل على أنه عظيم عندهم والعظيم يجب أن يتقى .
الشيخ : قول: (( والأرحام )) فيها قراءتان ؟
الطالب : (( والأرحام )) (( والأرحام )) ،
الشيخ : أولا أعطنا قراءة ونشوف بعدها توجيهات ؟ (( والأرحام )) بالنصب ، (( والأرحام )) بالكسر ،
الشيخ : على قراءة النصب ؟
الطالب : اتقوا الأرحام
الشيخ : كيف نتقيها ؟
الطالب : يعني أن لا تقطعوها .
الشيخ : وعلى قراءة الجر (( والأرحام )) ؟ المعنى أيش يكون (( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام )) ؟ الشيخ : فيكون عطفا على أيش ؟
الطالب : على الضمير في " به "
الشيخ : كذا ؟ طيب
الشيخ : قوله: (( إن الله كان عليكم رقيبا )) " كان " تفيد المضي وهل الله عزوجل كان رقيبا ثم زالت رقابته ؟ الطالب : لا ، بل هو كان رقيبا ولا زال رقيبا ،
الشيخ : يعني إذا هي مسلوبة الزمان ؟
الطالب : مسلوبة الدلالة على الزمن ،
الشيخ : والمقصود بها تحقيق اتصافه بهذه الصفة ولها نظائر مثل: (( إن الله كان غفورا رحيما )) هي ليس المعنى كان فيما مضى ، بل ثبت أنه غفور رحيم .
الآية فيها إشكال على قراءة الجر من حيث القواعد النحوية ، لأن النحويين يقولون إذا عطفت على ضمير متصل فأت بالضمير المنفصل ، أو أعد حرف الجر فقل: تساءلون به وبالأرحام ، فهل نقول إن في القرآن ما خرج عن القواعد ؟ لا ، نقول: إن القرآن حاكم وليس محكوما عليه ، وكون النحويين يقولون هذا الشاذ ، نقول: الشاذ أنتم ، ليس في القرآن ما هو شاذ أبدا ، القرآن بلسان عربي مبين ، وإذا كان يقل استعمال هذا عند العرب فإنه بنزول القرآن به يكون كثيرا أو قليلا ؟ يكون كثيرا يقرأه الناس في كل وقت وفي كل حين ، ولهذا أنكر الرازي وأنكر محمد رشيد رضا وغيرهم من العلماء أنكروا على النحويين إنكارا بالغا في هذا ، وقالوا كيف يقولون إن في القرآن شيئا شاذا ؟ والقرآن يحكم ولا يحكم عليه ، بل إذا جاء في القرآن تركيب لم يعرف في اللغة العربية فإن الفضل للقرآن بإحياء هذا التركيب ، وابن مالك رحمه الله قال: إنه ليس بلازم أن يعاد حرف الجر فقال:
وليس عندي لازما إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتا
وهذا هو الصحيح ، وعلى هذا فنقول: في كل آية زعم النحاة أنها شاذة ، نقول الشاذ أنتم ، ليس في القرآن شاذ ، كل ما في القرآن فهو على اللغة الفصحة بلسان عربي مبين ، ويجب أن تؤخذ القواعد من القرآن ليحكم بها وعليها لا أن تؤخذ القواعد مؤصلة باصطلاح حادثة ثم يقال القرآن شاذ