فوائد الآية : (( وآتوا النساء صدقاتهن نحلةً فإن طبن لكم عن شيءٍ منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا )) . حفظ
قال الله تعالى: (( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا )) . يستفاد من هذه الآية فوائد: فمن فوائدها: وجوب إعطاء النساء مهورهن ، لقوله: (( آتوا )) . ومن فوائدها: أنه لا يجوز للولي أن يأخذ شيئا من صداق النساء ، لوجهين ، الوجه الأول: أنه أضاف الصداق إليهن فهو ملكهن ، والوجه الثاني: أنه أمرنا بإيتائهن صداقهن (( آتوا النساء صدقاتهن )) وهذه المسألة اختلف فيها العلماء ، فمنهم من قال: يجوز للأب خاصة أن يشترط لنفسه من مهر ابنته ما شاء ، وقال بعض العلماء: لا يجوز لا للأب ولا لغيره أن يشترط لنفسه شيئا من المهر ، والذي تؤيده السنة أنه لا يجوز أن يشترط الولي لنفسه شيئا من المهر سواء كان الأب أم غيره ، لكن إذا تم العقد وأراد الزوج أن يعطي الأب أو غيره من الأولياء أو الأم أو خاله أو غيرها من الأولياء شيئا من الإكرام فلا بأس به كما دلت على ذلك السنة ، أما ما كان قبل العقد فكله للمرأة ولا يحل لأحد أن يشترط منه شيئا لنفسه . ومن فوائدها: أنه يجب إعطاءهن صداق على وجه النحلة يعني الهدية التامة ، فلا يكون فيه منة في المستقبل . ومن فوائدها: جواز إسقاط المرأة شيئا من المهر أو رده إن كانت قد قبضته ، لقوله: (( فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا )) . ومن فوائدها: أنه لو أسقطت شيئا خجلا أو حياء فإنه لا يحل قبوله ، لقوله: (( فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه )) ولهذا قال العلماء: إذا أهدى إليك شخص هدية وأنت تعلم أهدى حياء وخجلا فإنه لا يجوز أن تقبلها منه ، لأن هذا كالإكراه . ومن فوائدها: أن من تملك شيئا عن طيب نفس فإنه يحل له حاضرا ومستقبلا ، لقوله: (( هنيئا مريئا )) هنيئا حين الأكل ، مريئا بعد الأكل . ومن فوائدها: أنه لا يحل أخذ شيء من مال الغير بغير طيب نفس منه ، لأن الله اشترط لحل أكله أن يكون لطيب نفسه ، وقد جاءت بذلك السنة صريحة: ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه ) وكذلك جاء في القرآن: (( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم )) .