تفسير الآية : (( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدًا ... )) . حفظ
ثم قال الله تعالى: (( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح ... )) (( ابتلوا )) اختبروا ، و(( اليتامى )) جمع يتيم وهو كل من مات أبوه قبل بلوغه ، أي قبل بلوغ الطفل أو بلوغ الأب ؟ قبل بلوغ الطفل ، من مات أبوه قبل بلوغه أي بلوغ الطفل . وقوله: (( حتى إذا بلغوا )) " حتى " هنا ابتدائية أي اختبروهم واستمروا في الاختبار (( حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم )) " إذا " شرطية ، وقوله: (( فإن علمتم )) شرطية أيضا ، (( فادفعوا إليهم أموالهم )) جواب الشرط ، فيكون هذا شرطا في ضمن شرط آخر وهو سائغ في اللغة العربية ، ومنه قول الشاعر:
إن تستغيثوا بنا إن تدعروا تجدوا منا معاقل عز زانها كرم
هذه (( حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم )) شرط في ضمن شرط ، وقوله: (( فإن آنستم )) أي أبصرتم ، ومنه قوله تعالى: (( آنس آنست من جانب الطور نارا )) أي أبصر ، وقوله: (( رشدا )) الرشد في كل موضع بحسبه ولكنه يجمع جميع معانيه كلمة واحدة وهي: حسن التصرف ، هذا هو الرشد إن كان في المال فبأن يبيع الإنسان ويشتري مرارا ولا يغبن إلا بما جرت به العادة ... منتهيا عما حرم الله ، وإن كان في التصرف للغير فأن يكون حسن الولاية ، ومنه الرشد في ولاة النكاح وأن يكون عالما بالكفو ومصالح النكاح ، إذا الرشد ؟ في كل موضع بحسبه ، ما المراد به هنا ؟ رشدا أي تصرفا صحيحا في أمواله . (( فادفعوا إليهم أموالهم )) أي أعطوهم إليهم إياها ، وقوله: (( فادفعوا إليهم )) يعني أوصلوها إليهم ولا تقولوا: ائتوا خذوا أموالكم ، أنتم ادفعوا إليهم ، وسيأتي أن هذا الولي له الأجرة أو الأكل بالمعروف حسب ما تقتضيه الحال .
(( وتأكلوها )) أي أموالهم (( إسرافا وبدارا أن يكبروا )) قوله: (( إسرافا )) يجوز أن تكون مفعولا مطلقا أي أكبر إسراف ، والإسراف هو مجاوزة الحد ، وهو أيضا في كل موضع بحسبه ، وقوله: (( بدارا )) أي مبادرة ، فهي من بادر بمعنى استعجل في الشيء ، وقوله: (( أن يكبروا )) أي بدارا لكبرهم يعني تبادر كبرهم ، لأنهم إذا كبروا زالت عليهم وصاروا راشدين ، فربما يأكل بعض الأولياء أموالهم على وجه الإسراف أو على وجه الاقتصاد لكن يبادر ، ولهذا لا يقول قائل إن الكلمتين مترادفتان بل نقول الإسراف مجاوزة الحد ، فإذا كان يكفيه عشرة أخذ خمسة عشر ، (( وبدارا )) يعني أن يأخذ بلا إسراف لكن يبادر ، يبادر بالأكل قبل أن يقبض ، (( ومن كان غنيا فليستعفف )) من كان من الأولياء غنيا لا يحتاج إلى مال اليتيم فليستعفف أي فليكف عن الأكل (( ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف )) اللام هنا في قوله: (( فليستعفف )) للأمر ، والثاني للإباحة ، أقول اللام في قوله: (( فليستعفف )) للأمر ، وفي قوله: (( فليأكل )) للإباحة ، وذلك أن الأول مطلوب منه أن يستعفف ، والثاني مباح له أن يأكل . فإذا قال قائل: ما الذي أخرج اللام في قوله: (( فليأكل )) عن الأمر ؟ قلنا: لأنها أعقبت النهي وهو قوله: (( ولا تأكلوها إسرافا وبدارا )) والأمر بعد النهي لرفع الحظر يعني إما للإباحة على قول بعض العلماء أو لرفع الحظر ، وهنا إذا رفع الحظر فهو مباح (( ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف )) أي فليأكل أكلا بالمعروف أي بما جرى به العرف ، فلا يأكل أكل الأغنياء وإنما يأكل أكل مثله ، مثال ذلك: إذا كان فقيرا فقال أنا سآكل أكل الأغنياء لأني ولي عليه ، قلنا لا يجوز ، كل بالمعروف ، والمعروف ما جرى به العرف ، ومن المعلوم أن أكل الفقير ليس كأكل الغني . قال: (( فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم )) ومتى ندفع إليهم أموالهم ؟ إذا بلغوا ورشدوا (( فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم )) يعني أشهدوا أنكم دفعتموها (( وكفى بالله حسيبا )) (( كفى )) من الكفاية يعني أنه جل وعلا يكفي عن كل أحد ، والباء في قوله: (( بالله )) زائدة لتحسين اللفظ ، والأصل " وكفى الله حسيبا " والحسيب بمعنى الرقيب المحاسب ، فهذه الآية كما رأيتم ختم الله بهذه الجملة تهديدا لأولياء اليتامى من أن يتجرءوا على أكل أموالهم إسرافا وبدارا أن يكبروا .
إن تستغيثوا بنا إن تدعروا تجدوا منا معاقل عز زانها كرم
هذه (( حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم )) شرط في ضمن شرط ، وقوله: (( فإن آنستم )) أي أبصرتم ، ومنه قوله تعالى: (( آنس آنست من جانب الطور نارا )) أي أبصر ، وقوله: (( رشدا )) الرشد في كل موضع بحسبه ولكنه يجمع جميع معانيه كلمة واحدة وهي: حسن التصرف ، هذا هو الرشد إن كان في المال فبأن يبيع الإنسان ويشتري مرارا ولا يغبن إلا بما جرت به العادة ... منتهيا عما حرم الله ، وإن كان في التصرف للغير فأن يكون حسن الولاية ، ومنه الرشد في ولاة النكاح وأن يكون عالما بالكفو ومصالح النكاح ، إذا الرشد ؟ في كل موضع بحسبه ، ما المراد به هنا ؟ رشدا أي تصرفا صحيحا في أمواله . (( فادفعوا إليهم أموالهم )) أي أعطوهم إليهم إياها ، وقوله: (( فادفعوا إليهم )) يعني أوصلوها إليهم ولا تقولوا: ائتوا خذوا أموالكم ، أنتم ادفعوا إليهم ، وسيأتي أن هذا الولي له الأجرة أو الأكل بالمعروف حسب ما تقتضيه الحال .
(( وتأكلوها )) أي أموالهم (( إسرافا وبدارا أن يكبروا )) قوله: (( إسرافا )) يجوز أن تكون مفعولا مطلقا أي أكبر إسراف ، والإسراف هو مجاوزة الحد ، وهو أيضا في كل موضع بحسبه ، وقوله: (( بدارا )) أي مبادرة ، فهي من بادر بمعنى استعجل في الشيء ، وقوله: (( أن يكبروا )) أي بدارا لكبرهم يعني تبادر كبرهم ، لأنهم إذا كبروا زالت عليهم وصاروا راشدين ، فربما يأكل بعض الأولياء أموالهم على وجه الإسراف أو على وجه الاقتصاد لكن يبادر ، ولهذا لا يقول قائل إن الكلمتين مترادفتان بل نقول الإسراف مجاوزة الحد ، فإذا كان يكفيه عشرة أخذ خمسة عشر ، (( وبدارا )) يعني أن يأخذ بلا إسراف لكن يبادر ، يبادر بالأكل قبل أن يقبض ، (( ومن كان غنيا فليستعفف )) من كان من الأولياء غنيا لا يحتاج إلى مال اليتيم فليستعفف أي فليكف عن الأكل (( ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف )) اللام هنا في قوله: (( فليستعفف )) للأمر ، والثاني للإباحة ، أقول اللام في قوله: (( فليستعفف )) للأمر ، وفي قوله: (( فليأكل )) للإباحة ، وذلك أن الأول مطلوب منه أن يستعفف ، والثاني مباح له أن يأكل . فإذا قال قائل: ما الذي أخرج اللام في قوله: (( فليأكل )) عن الأمر ؟ قلنا: لأنها أعقبت النهي وهو قوله: (( ولا تأكلوها إسرافا وبدارا )) والأمر بعد النهي لرفع الحظر يعني إما للإباحة على قول بعض العلماء أو لرفع الحظر ، وهنا إذا رفع الحظر فهو مباح (( ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف )) أي فليأكل أكلا بالمعروف أي بما جرى به العرف ، فلا يأكل أكل الأغنياء وإنما يأكل أكل مثله ، مثال ذلك: إذا كان فقيرا فقال أنا سآكل أكل الأغنياء لأني ولي عليه ، قلنا لا يجوز ، كل بالمعروف ، والمعروف ما جرى به العرف ، ومن المعلوم أن أكل الفقير ليس كأكل الغني . قال: (( فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم )) ومتى ندفع إليهم أموالهم ؟ إذا بلغوا ورشدوا (( فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم )) يعني أشهدوا أنكم دفعتموها (( وكفى بالله حسيبا )) (( كفى )) من الكفاية يعني أنه جل وعلا يكفي عن كل أحد ، والباء في قوله: (( بالله )) زائدة لتحسين اللفظ ، والأصل " وكفى الله حسيبا " والحسيب بمعنى الرقيب المحاسب ، فهذه الآية كما رأيتم ختم الله بهذه الجملة تهديدا لأولياء اليتامى من أن يتجرءوا على أكل أموالهم إسرافا وبدارا أن يكبروا .