فوائد الآية : (( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدًا ... )) . حفظ
يستفاد من هذه الآية الكريمة فوائد ، أولا: وجوب اختبار اليتامى ، لقوله: (( وابتلوا اليتامى )) .
ثانيا: العمل بالتجربة ، من أين يؤخذ العمل بالتجربة ؟ لأن الابتلاء ـ أعني الاختبار ـ تجارب . ومن فوائدها: أنه يجوز لولي اليتيم أن يستعمل معه ما يكون سببا لاختباره ، فإذا رأى منه تمردا على الاختبار فله أن يؤدبه حتى يختبره ليتم ما أمر الله به . ومن فوائدها: أنه إذا بلغ اليتيم ورشد وجب دفع ماله إليه ، لقوله: (( حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم )) . ومن فوائدها: أن الحجر على اليتامى لا يحتاج إلى حكم الحاكم لا ابتداء ولا انتهاء ، لأنه وكل الأمر إلى أوليائه . ومن فوائدها: عناية الله سبحانه وتعالى بالأيتام، لقوله: (( ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا )). فإن قال قائل: لو أكلها لغير هذا الغرض ليستمتع بها فهل يجوز ؟ فالجواب: لا ، لكن ذكر الإسراف والبدار لأنه هو الذي يحمد على أكلها غالبا ، وقد قال العلماء: إن القيد إذا ذكر لكونه أغلبيا فإنه لا له ، وعلى هذا فلا يجوز أكل مال اليتيم لا إسرافا ولا مبادرة أن يكبروا .
ومن فوائدها: وجوب استعفاف الغني عن أموال اليتامى ، لقوله: (( ومن كان غنيا فليستعفف عن اليتامى )) هذا هو القرآن ، ولكن قد يقول قائل: إذا قال الولي أنا لا يمكن أن أعمل في مال اليتيم إلا بمثل ما يعمل به غيري وكيف أعمل بدون فائدة ؟ فالجواب عن هذا أن نقول: إذا كان الأمر كذلك فلابد من مراجعة القاضي الذي هو الولي العام ، لأن من الناس من يدعي هذه الدعوى ويقول أنا لا أستطيع أن أعمل إلا بجزء من الربح أو بأجرة أو ما أشبه ذلك ، نقول إذا لابد أن ترجع إلى القاضي .