فوائد الآية : (( للرجال نصيبٌ مما ترك الوالدان والأقربون ... )) . حفظ
في هذه الآية من الفوائد: تقديم الرجال على النساء حتى في الأمر الذي يشتركون بالاستحقاق فيه ، وجه الدلالة : (( للرجال نصيب وللنساء نصيب )) وهذا هو المشروع والمعقول والفطري أن يكون الرجال هم المقدمين على النساء ، وعكس ذلك من عكس الله قلوبهم من الكفرة والمبغورين به حيث يقدمون النساء على الرجال فيقولون مثلا: أيها الأخوات والإخوة ، أيها السيدات والسادة ، هذا خطأ عظيم ، لأن الرجال مقدمون على النساء قوامون عليهن ، ولكن ليس بعد الكفر ذنب ، هؤلاء الكفار يرون أن النساء لعب فيقدمونهن جلبا لقلوبهن وتعطفا عليهن ليعطفن عليها لأنهن كما وصفهم الله عزوجل: (( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم )) ليس لهم هم إلا الدنيا ، فجاء قليل البصيرة ضعيف الدين فأخذه هذه الحقارة منهم والتهموها من غير أن يقدروا النتائج وأنهم بذلك مخالفون لطريقة الشريعة وللفطر السليمة وللعقول السليمة . ومن فوائدها: بيان أن الدين الإسلامي هو الذي انتصر للمرأة وأعطاها حقا بعد أن كانت مظلومة في الجاهلية ، وجهه ؟ (( وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون )) ولكن دين الإسلام لم يعطي المرأة أكثر من حقها ولم ينزلها أكثر من منزلتها بل أعطاها الحق اللائق بها وهو معروف ـ والحمد لله ـ في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . ومن فوائدها: أن الرجال والنساء المستحقين للميراث يستحقون منه سواء كان المتروك خلف الميت كثيرا أم قليلا ، لقوله: (( مما قل منه أو كثر )) . ومن فوائدها: التحذير مما يتهاون به بعض الناس اليوم ، يموت الميت عن زوجته وبناته وله أبناء عم عصبة ليسوا في البيت فتجد أهل الميت يأكلون من طعام البيت وينتفعون بأجهزته كالثلاجات وغيرها دون أن يستأذنوا من لهم حق في الميراث ، وهذا لا يجوز ، لأنه إذا مات الميت فبدل أن يكون ماله له شخصيا صار موزعا بين ورثته ، كل وارث يستحق من هذا الميراث قل المال أو كثر ، وهذه المسألة ينبغي لطلبة العلم أن ينبهوا العامة عليها ، لأن العامة قد لا يفهمون وإلا فعندهم ـ ولله الحمد ـ ورع ، عندهم ورع عن هذا لكنهم لا يفهمون . ومن فوائدها: أن هذا النصيب واجب ، لقوله: (( نصيبا مفروضا )) . ومن فوائدها: جواز حذف ما يعلم ، من أين ؟ من قوله: (( مفروضا )) فمن الفارض ؟ الله ، لكن حذف وبيني الوصف للمفعول للعلم به ، فهو كقوله تعالى: (( وخلق الإنسان ضعيفا )) والذي خلقه ؟ الله عز وجل .