تتمة تفسير الآية : (( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم )) . حفظ
تتمة تفسير الآية الكريمة: (( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم )) . (( خالدين فيها وذلك الفوز العظيم )) (( ذلك )) المشار إليه ما ذكر من هذا الثواب الذي أعده الله لمن أطاعه ، (( الفوز العظيم )) الفوز معناه الربح ، يقال: فاز فلان ، بمعنى ربح ، والعظيم معناه ذو العظمة ، والعظمة هي ضخامة الشيء وجلالة الشيء وكثرة الشيء أيضا ، ومعلوم أن نعيم الجنة يتصف بالضخامة والجلالة والدوام ، فهو أعظم فوز ، ونظير ذلك قوله تعالى: (( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز )) يذكر أن الزمخشري ـ وهو من المعتزلة ـ قال تعليقا على الآية: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) قال: أي فوز أعظم من أن يزحزح عن النار وأدخل الجنة ، والاستفهام هنا بمعنى النفي يعني لا فوز أعظم من ذلك ، قال بعض المحشين عليه والمتعقبين له: إنه أراد بذلك نفي رؤية الله عز وجل ، لأن رؤية الله عز وجل وأعظم فوز ، فالله أعلم هل أراد ذلك ، فمن نظر إلى اللفظ قال إنه لا دلالة . الواقع ، لأن من لازم دخول الجنة النظر إلى وجه الله ، ومن عرف حال الرجل وأنه معتزلي ولكنه ذكي قال لعله أراد ذلك ، فأنت لو وقع مثل هذه العبارة من شخص معروف بأنه يؤمن برؤية الله عز وجل ما كنا نفسر هذا التفسير ونقول إنه أراد نفي الرؤية ، لكن من عرف حاله لم يستبعد أن يكون هذا مراده .