فوائد الآية : (( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم )) . حفظ
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن المواريث من حدود الله . ومن فوائدها: أن من نفذ هذه المواريث على ما فرض الله فله هذا الثواب . ومن فوائدها: أن قسمة المواريث من العبادات ، تؤخذ من ترتيب الثواب عليها ووصف ذلك بأنه طاعة . ومن فوائدها: عناية الشرع بإيصال الحقوق إلى أهلها ، لأن حقيقة المواريث أن توصل الحقوق إلى أهلها ، والله عز وجل حكم عدل يريد من عباده أن يوصلوا الحقوق إلى أهلها . ومن فوائدها: أن طاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم طاعة لله ، ولهذا عطفها بالواو الدالة على الجمع والاشتراك . فإن قال قائل: ما الجمع بين هذه الآية وبين قول الرسول عليه الصلاة والسلام لرجل قال له: ما شاء الله وشئت : ( أجعلتني ندا ؟ بل ما شاء الله وحده ) ؟ فالجواب: أن الأمور الشرعية لا حرج أن تقرن الرسول عليه الصلاة والسلام مع الرب سبحانه وتعالى بالواو ، وأما الأمور الكونية فلا يجوز ، لأنها من خصائص الربوبية وفعل العبد بعد فعل الله ، أما الحكم فإن حكم الرسول حكم لله ، ولهذا قال الله عزوجل في القرآن: (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله )) ولم يقل: ثم رسوله ، (( وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )) ، لأن هذا الإتيان إتيان الشرعي ، إتيان الزكاة وإتيان الأموال الشرعية ، أما الأمور الكونية فلا لأنها من خصائص الربوبية فلابد أن يكون فعل العبد بعد فعل الله ، " ما شاء الله وشئت " هذا لا يجوز ، لأنك جعلت مشيئة الرسول كمشيئة الله ، وليس كذلك ، لكن طاعة الرسول كطاعة الله (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) جعل الله طاعة الرسول كطاعة الله . ومن فوائدها: إثبات الجزاء يوم القيمة ، لقوله: (( يدخله جنات )) وجه ذلك أن إدخال الجنات ليس في الدنيا وإنما هو في الآخرة . ومن فوائدها: بيان نعيم هذه الجنات وأن الأنهار تجري من تحتها ، وأنواع الأنهار معروفة في آية أخرى . ومن فوائدها: دوام نعيم هذه الجنات ، لقوله: (( خالدين فيها )) وهل الخلود هنا مؤبد أو مؤقت ؟ مؤبد ، ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في عدة آيات من القرآن وأجمع عليه المسلمون على أن نعيم الجنة مؤبد ولم يذكر في ذلك خلاف . ومن فوائدها: أن هذه النعيم هو الربح العظيم الذي لا يماثله شيء ، لقوله: (( وذلك هو الفوز العظيم )) ، نسيت أن أعرب هذه الجملة (( ذلك الفوز العظيم )) فكيف نعربها ؟ " ذا " اسم إشارة المبتداء ، (( الفوز )) خبر مبتداء ، (( العظيم )) صفة لـ(( الفوز )) ، لو قال قائل: (( ذلك الفوز العظيم )) (( الفوز )) بدل أو عف بيان أو نعت لـ(( ذلك )) ؟ هو يقول: ذلك الفوز هو العظيم ، لكان صالحا لكن الإعراب الأول أحسن .