تفسير الآية : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ )) . حفظ
ثم قال الله تبارك وتعالى: (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين )). المعصية مخالفة الأمر أو الوقوع في النهي ، فمن ترك الواجب فقد عصى ومن فعل المحرم فقد عصى ، ونقول في قولهن: (( ومن يعص الله رسوله )) كما قلنا في قوله: (( من يطع الله رسوله )) إلا أن الإعراب هنا يختلف فإن (( يعص )) فعل الشرط مجزوم بحذف حرف العلة وهي الياء ، وقوله: (( ويتعد حدوده )) (( يتعد )) عندكم بالفتح ؟ نعم ، كيف صح الفتح مع أن المعطوف على (( يعص )) المجزوم ؟ يعني مجزومة بحذف الألف ، وأصلها ؟ يتعدى ، وقوله: (( يتعد حدوده )) أي يتجاوزها ، والمراد بالحدود هنا الأوامر أو النواهي ؟ الأوامر ، قال: (( من يتعد حدوده )) أي يتجاوز ما حده أمرا ، ما حده بأوامر (( يدخله نارا خالدا فيها )) هذه جواب الشرط ، والنار معروفة هي هذه الجسم الملتهب الحار ، أو نقول معروفة وكذا ؟ معروفة وكذا دون أن نقول السماء فوقنا والأرض تحتنا ، (( خالدا فيها )) هنا قال: (( خالدا )) وهناك قال: (( خالدين )) في الجنة فهل هناك نكتة قصدي فائدة أو حكمة ؟ الجواب نعم لأن أهل الجنة يتنعمون باجتماع بعضهم إلى بعض ، ولهذا قال: (( خالدين فيها )) أما أهل النار ـ والعياذ بالله ـ فقد ورد أن كل واحد منهم في تابوت لا يرى أحد ولا يراه أحد اللهم إلا على سبيل التقريب ، فهذا هو السر والعلم عند الله في أن أهل الجنة قال فيهم (( خالدين )) وأهل النار قال: (( خالدا فيها )) ، (( وله عذاب مهين )) يعني مع إدخاله النار وخلوده فيها لا يبقى مستقرا ، بل هو معذب عذاب إهانة فيكون عذابا جسميا وعذابا قلبيا نفسا ، لأن العذاب الجسمي أهون من العذاب القلبي والألم القلبي ، ولهذا قال العلماء ينبغي أن يختن الإنسان وهو صغير ، لأن ختان الصغير ليس فيه إلا الألم الجسمي ، أما الكبير إذا ختم وهو كبير صار فيه ألم جسمي وألم قلبي نفسي ، يفكر هو ربما هذا جرح يزداد ربما يموت وما أشبه ذلك ، لكن الصغير إذا برد عليه سكت وإذا صال عليه الوجع صاح ...، المهم أن عذاب أهل النار ـ والعياذ بالله ـ عذاب مهين أي ذو إهانة ، لأنهم يقررون ويوبخون .
في هذه الآية الكريمة فوائد ، منها: أن معصية الله عز وجل سبب لدخول النار ، لقوله: (( ومن يعص الله يدخله نارا خالدين فيها )) وإنما قلنا سبب لأنه قد يتخلف بوجود مانع وهو عفو الله عز وجل في غير الشرك ، أما الشرك فلابد أن يدخل صاحبه النار ويخلد (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )) وعلى هذا فنقول: المعصية إن كانت دون الشرك فهي سبب لدخول النار وليس دخول النار واجبا بها إذ قد يرفع عنه ، وإن كان شركا فهي سبب حتمي لابد أن يدخل صاحبها النار ويخلد فيها . ومن فوائدها: تحريم الوصية للوارث ، كيف ذلك ؟ لأنك إذا أوصيت الوارث تعديت الحدود ، فإذا أوصت المرأة لزوجها بالثلث ، كان له على مقتضى الوصية ثلث ونصف ، وهذا تعدي لحدود ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث )
في هذه الآية الكريمة فوائد ، منها: أن معصية الله عز وجل سبب لدخول النار ، لقوله: (( ومن يعص الله يدخله نارا خالدين فيها )) وإنما قلنا سبب لأنه قد يتخلف بوجود مانع وهو عفو الله عز وجل في غير الشرك ، أما الشرك فلابد أن يدخل صاحبه النار ويخلد (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار )) وعلى هذا فنقول: المعصية إن كانت دون الشرك فهي سبب لدخول النار وليس دخول النار واجبا بها إذ قد يرفع عنه ، وإن كان شركا فهي سبب حتمي لابد أن يدخل صاحبها النار ويخلد فيها . ومن فوائدها: تحريم الوصية للوارث ، كيف ذلك ؟ لأنك إذا أوصيت الوارث تعديت الحدود ، فإذا أوصت المرأة لزوجها بالثلث ، كان له على مقتضى الوصية ثلث ونصف ، وهذا تعدي لحدود ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث )