فوائد الآية : (( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالةٍ ... )) . حفظ
من فوائد الآية الكريمة: (( إنما التوبة على الله )) : بيان فضل الله عزوجل على عباده فإيجابه التوبة على نفسه (( إنما التوبة على الله )) . ومن فوائدها: أن لله أن يوجب على نفسه ما شاء ، وليس للعباد أن يوجبوا عليه شيئا ، لقوله تعالى: (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون عما يفعلون )) لكن له أن يوجب على نفسه ما شاء وله أن يحرم على نفسه ما شاء ، قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي ) هذا حرم على نفسه الظلم ، وقال تعالى: (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )) هذا إلزام وفرض ، وفي هذه الآية (( إنما التوبة على الله )) . ومن فوائدها: أن كل عامل سوء فإنما يعمله بجهالة وسفه ، والسفه ضد الرشد ، فمن عمل سيئا فقد فقد منه الرشد . ومن فوائدها: أن الرشد يختلف باختلاف مواضعه ، فالرشد في المال إحسان التصرف فيه ، والرشد في الولاية معرفة ما يجب لها للولاية ، إن كانت ولاية سلطان وعمارة فلها رشد معين ، إن كانت ولاية نكاح فالرشد في الولي أن يعرف الكفو كفو المرأة ومصالح النكاح ، إن كان الرشد في معاملة الناس فكذلك أيضا له رشد يخصه ، ويجمع هذا كله إحسان التصرف ، إحسان التصرف فيما يتصرف فيه هذا هو الرشد ، وضده إساءة التصرف . ومن فوائدها: الحث على المبادرة بالتوبة ، لقوله: (( ثم يتوبون من قريب )) بل وجوب المبادرة بالتوبة ، ووجهه أن المراد بالقرب هنا الموت والموت ليس معلوما وقته ، وإذا كان كذلك كانت المبادرة بالتوبة واجبة ، لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له ، وهو كذلك الواجب المبادرة بالتوبة ، ولأن الإنسان إذا أصر على المعصية فإنه يقسو قلبه وتكون هذه الصغيرة ولو من صغائر الذنوب تكون كبيرة ، ولهذا ذكر بعض العلماء أن التهاون بالمعصية والاستمرار المعصية الصغيرة يجعلها كبيرة ، فإذا فعل الإنسان صغيرة تهاونا بالله وبأوامر الله صارت كبيرة لما قام بقلبه من التهاون بها ، بل وقال: وإذا فعل الكبيرة مع شدة تعظيمه الله عزوجل وخوفه منه وخجله منه لكن سولت له نفسه أن يفعلها فإن ذلك يجعلها صغيرة ، والرجل الذي كان ... في الخمر لما لعنه أحد الصحابة قال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنه يحب الله ورسوله ) ، فالإنسان العاصي قد يقوم بقلبه من هيبة الله وإجلاله وتعظيمه ما يجعله عند فعل المعصية خجلا من الله مستحي منه فتنقلب الكبيرة صغيرة بما قارنها من خوف الله وتعظيمه وإجلاله ، لأن الحسنات يذهبن السيئات ، والعكس بالعكس قد يتهاون الإنسان بأمر الله ويعصي الله بمعصية صغيرة لكنه متهاون غير مبال بعظمة الله فهذا تكون هذه الصغيرة كبيرة لما قام في قلبه التهاون في حق الله عز وجل . ومن فوائدها: قبول الله للتوبة إذا تاب الإنسان من قريب ، لقوله: (( فأولئك يتوب الله عليهم )) . ومن فوائدها: والحكم أيضا ، المفهومة من قوله: (( وكان الله عليما حكيما )) وقد بينا في التفسير أن علم الله تعالى واسع شامل لكل صغير وكبير وقريب وبعيد (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) . ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله ، وهما: العليم والحكيم .