تتمة تفسير الآية : (( وإن أردتم استبدال زوجٍ مكان زوجٍ وآتيتم إحداهن قنطارًا ... )) . حفظ
تتمة تفسير الآية الكريمة: (( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تبارك وتعالى (( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا )) . (( إن أردتم )) يعني اخترتم ، الإرادة هنا بمعنى المشيئة والاختيار ، وقوله: (( استبدال زوج )) يعني أخذ زوج مكان زوج ، يعني أردتم أن تطلبوا زوجة الأولى وتأخذوا بدلا عنها زوجة جديدة ، (( وآتيتم إحداهن قنطارا )) (( إحداهن )) الأولى أو الثانية ؟ (( إحداهن ))، الآية مبهمة لكن ما دام الأمر فيه بدل فإن المبدل منه هو الأولى يعني وآتيتم إحداهن وهي الأولى ، على أنه يصح أن يكون للثانية ، بأن يتزوج ثانية ولكن لا يرغب فيها ويريد أن يطلقها فتكون الآية عامة لهذا ولهذا ، وقوله: (( آتيتم )) بمد الهمزة بمعنى أعطيتم ، أما قصر الهمزة " أتيتم " فهو بمعنى جئتم ، (( وآتيتم إحداهن قنطارا )) (( آتيتم )) بمعنى أعطيتم تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتداء والخبر ، وفي هذه الآية مفعول الأول (( إحداهن )) والثاني (( قنطارا )) . فإذا قال قائل: ما هي العلامة على أنها نصبت ما ليس بمبتداء ولا خبر ؟ قلنا: العلامة أنه إن صح الإخبار بالثاني عن الأول فأصلهما المبتداء والخبر ، وإن لم يصح فليس أصلهما المبتداء والخبر ، فهنا لو قال: هن قنطار ، يصح ؟ لا يصح . (( وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا )) الفاء هذه رابطة للجواب وإنما ربطت الجواب بالفاء لأنه طلب (( فلا تأخذوا )) و" لا " ناهية ، والدليل على أنها ناهية جزم الفعل ، وإذا وقع الجواب جملة طلبية وجب اقترانه بالفاء ، ونظم في ذلك بيت من الشعر ينشده لنا ؟
اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس
هنا (( فلا تأخذوا )) من باب أيش ؟ طلبية ، (( فلا تأخذوا منه )) أي مما أعطيتموهن (( شيئا )) شيئا نكرة في سياق النفي تعم القليل والكثير لا تأخذوا منه شيئا ، لماذا ؟ لأن لها المهر بما استحل من فرجها كما سيأتي في الآية التي بعدها (( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا )) وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن استحلال الفرج موجب للمهر كاملا كما سيأتي في الفوائد ، (( فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا )) الاستفهام هنا للتوبيخ يعني الله تعالى يوبخ هؤلاء الذين يحاولون أن يأخذوا منه شيئا وينكر عليهم ، وقوله: (( بهتانا )) أي كذبا ، وينكر عليهم ، وقوله: (( اسما مبينا )) أي عقوبة أو معصية بينة واضحة ، فالمبين هنا بمعنى بين ، وإن كانت من الرباعي لأن أبان الرباعي يجوز أن يكون لازما ومتعديا ، فإذا قلت: أبان يبين ... ، نريد مثال للازم ومثال للمتعدي ؟ أبان يا شيخ ؟ أي نعم ، أبان المدرس المسألة ، هذا أيش متعدي أو لازم ؟ متعدي ، أبان المدرس المسألة ، ومن اللازم ؟ أبان ...، أي بان وضح ، هنا (( وإثما مبينا )) من أبان اللازم أو متعدي ؟ من أبان اللازم أي إثما بينا .