تتمة تفسير الآية : (( ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات ... )) . حفظ
(( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات )) سبق الكلام على هذه الجملة من الآية وقلنا إن المراد بالطول الغنى والسعة ، والمراد بالمحصنات الحرائر بدليل مقابلتها بقوله: (( فمما ملكت أيمانكم )) والتي قبلها (( المحصنات من النساء )) المراد بها المتزوجات ، (( فمما ملكت أيمانكم )) يعني فانكحوا مما ملكت أيمانكم ، والخطاب للجميع باعتبار المجموع لا باعتبار كل الفرد ، فهو يخاطب الجميع باعتبار المجموع لا باعتبار كل فرد ، وإنما قلنا ذلك لأن المالك لا يصح أن ينكح مملوكته فالسيد لا يمكن أن يتزوج مملوكته وإنما يتسراها تسريا لأن الله جعل ملك اليمين معادلا للزوجية فقال: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم )) فدل هذا على أن ما ملكت اليمين غير الأزواج ، وقال أهل العلم إنه لا يمكن أن يتزوج السيد مملوكته لأن استباحته بضعها بعقد أقوى من عقد النكاح ، لأن عقد الملكية يفيد ملكها بجميع أنواع الاستمتاعات وعقد النكاح يفيد ملك الاستمتاع بها فقط ، فالأمة تملك منافعها كلها تملك أن تخدمها وأن تأجرها وليس لها المال والمال لك وتملك الاستمتاع بها ، والزوجة ؟ ليست كذلك .