تفسير الآية : (( إن تبدوا خيرًا أو تخفوه أو تعفوا عن سوءٍ فإن الله كان عفوًا قديرًا )) . حفظ
تفسير الآية الكريمة: (( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا )) . قال الله تبارك وتعالى: (( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا )) قوله: (( إن تبدوا )) هذه الجملة شرطية وجواب الشرط قيل إنه محذوف ، وقيل إنه قوله: (( فإن الله كان عفوا قديرا )) وأن هذه الجملة وإن كان ظاهر الحال أنها لا رابطة بينها وبين الشر لكنها تدل عليه ، وسنتكلم عليها إن شاء الله . قال: (( إن تبدوا خيرا أو تخفوه )) (( تبدوا )) أي تظهروا ، ومن أين عرفنا أن الإبداء بمعنى الإظهار ؟ من ذكر مقابله وهو قوله: (( إن تبدوه )) وهذه قاعدة مفيدة في التفسير أنه ربما يخفى عليك معنى بعض الكلمات فانظر إلى ما يقابلها ، فقوله تعالى: (( فانفروا ثبات أو انفروا جميعا )) لو أن أحدا سألك ما معنى الثبات ؟ لعرفت معناها من ذكر معارضها وهو قوله: (( أو انفروا جميعا )) فيكون معنى الثبات أي فرادا ، إذا تظهروا خيرا أو تخفوه فلم تعدموا أجرها فسوف تؤجرون عليه لأن الخير مطلوب ونافع سواء كان مبديا أو مخفيا ، في مقابل ذلك (( أو تعفوا عن سوء )) (( تعفوا )) العفو هو الإبراء من التبعة ، فالمعنى (( أو تعفوا عن سوء )) أي تبرئ من أساء إليكم من تبعة سوءه ، وقوله: (( عن سوء )) أي عما يسوء من قول أو فعل ، (( فإن الله كان عفوا قديرا )) أي أنه ذو عفو مع القدرة على الانتقام ممن أساء ، فإذا كان الله تعالى عافيا عمن أساء مع القدرة فأنتم ممن باب أولى أن تعفوا لأنكم ليس لديكم من القدرة على الانتصار من نفس والانتقام من المجرم كالذي عند الله عز وجل .