شرح قول المصنف :" وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبد " حفظ
الشيخ : ولما اثنى على الله عز وجل بما ينبغي أن يثنى عليه ثنى بالصلاة والسلام على أفضل الخلق فقال " وصلى الله وسلم " صلى الله ما معنى صلى الله على محمد كلنا نقرأ صلى الله على محمد في صلاتنا لكن ما معناها قال بعض أهل العلم الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الآدميين الدعاء ولكن هذا ليس بصواب والصواب ما قاله أبو العالية " إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلى عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين " وهذا أخص من الرحمة المطلقة وهذا فصلى الله على محمد أي اثنى عليه وهذه الجملة خبرية لفظا إنشائية معنى لأنه ليس المراد أني أخبر بأن الله صلى ولكنني أدعو الله عز وجل أن يصلي فهي خبرية لفظا إنشائية معنى بمعنى الدعاء نعم وعلى هذا فيصح أن أقول فلان رحمه الله يعني اسأل الله أن يرحمه وقوله " وسلَّم " هذا أيضا جملة خبرية لفظا إنشائية معنى أي تدعو الله تعالى بأن يسلم على محمد صلى الله عليه وسلم أن يلقي عليه السلام والسلام هو الانتفاء من الآفات والنقائص فإذا ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب ونتنفي النقائض وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات وقوله " على أفضل المصطفينَ " أو المصطفينِ .
السائل : المصطفينَ .
الشيخ : بالفتح كيف مثنى يكون مفتوح النون كيف يكون جمعا وهو مفتوح ما قبل الياء وجمع المسلمين مكسور ما قبل الياء الجواب لأن ما قبل الياء محذوف اللي قبل محذوف والفاء هذه ما كانت الياء يعني تباشرها فأصبح المصطفيين هذا أصبح المصطفَيِيِن أو المصطفيين صح المصطفيين هذا أصلها يعني - استغفر الله العظيم- أصلها الصطفى هذا المفرد المثنى المصطفيان الجمع المصطفَيُونَ فإذا نصبت أبدل الواو ياءً فيكون المصطفَييْن المصطفيين هذا أصلها لكن حصل في إعلال بحذف الياء فصارت المصْطفين والمصطفين أصلها المصتفين بالتاء من الصفوة وهي خلاصة الشيء ومنهم المصطفين من الخلق البشر لاشك أن المصطفى منهم الأنبياء ثم الرسل ثم أولي العزم الخلاصة أو خلاصة الخلاصة أو خلاصة خلاصة الخلاصة هم أولي العزم وهم مذكورون في القرآن الكريم في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك )) هذه واحدة (( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )) وفي سورة الشورى (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك )) اثنان (( وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى )) نعم ، هذه الخمسة هم أولو العزم فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم ويدل لذلك أنه خاتمهم نعم ويدل لذلك أيضا أنه إمامهم ليلة المعراج ولا يقدم إلا الأفضل ويدل لذلك أنه صاحب الشفاعة يوم القيامة الشفاعة العظمى فهذه ثلاثة أشياء تدل وهناك أشياء أخرى لكن هذه ذكرنها كأمثلة نماذج خاتم النبيين هذا في عالم الحس إمامهم في المعراج في عالم الغيب كونه هو الشافع يوم القيامة في عالم الغيب لكنه في عالم الآخرة نعم وقوله " محمد " وش إعراب محمد هذه عطف بيان لأن أفضل المصطفين ما يعرف من هو فإذا قيل محمد صار عطف بيان يبين من هذا الأفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي عليه الصلاة والسلام وهو كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) فكان عليه الصلاة والسلام خيارا من خيار قال " وعلى آله وأصحابه ومن تعبد " الثلاثة هؤلاء نحن نقول في التحيات اللهم صل على محمد وعلى آله بس لكن هنا المؤلف يقول " آله وأصحابه ومن تعبد " فاعلم أنه إذا ذكر الآل وحده فالمراد جميع أتباع على دينه كل أتباعه على دينه ويدخل فيهم بالأولوية أتباعه على دينه من قرابته لأنهم آل من وجهين من جهة الاتباع ومن جهة القَرابة وأما إذا ذكر معه غيره فإنه بحسب السياق فهنا ذكر آل وأصحاب ومن تعبد آله نفسرها هنا بأنهم المؤمنون من قرابته مثل علي بن أبي طالب وفاطمة ، عبد الله بن عباس، حمزة ، العباس وما أشبه ذلك طيب " وأصحابه " نعم هم جمع صحب وصحب اسم جمع صاحب فأصحابي كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك هؤلاء الأصحاب كل من اجتمع به من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو لم يرهم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ولو لم يرهم ولو لم تطل الصحبة ولو لم تطل الصحبة وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من خصائصه أن كل من اجتمع به مؤمنا به فهو من أصحابه وإن لم يره وإن لم يجتمع به أما غيره من الناس ما يكون صاحبا له إلا من لازمه مدة يستحق أن ينطبق عليه وصف صاحب وقوله " ومن تعبد " من تعبد هذا كلمة من اسم موصول ومعناها إيش معناها الذي تعبد فهو للعموم وقوله تعبد لمن لله عز وجل أي تذلل له بالطاعة والعبادة مبنية على أمرين هما الحب والتعظيم فبالحب يكون طلب الوصول إلى مرضاة المعبود وبالتعظيم يكون الهرب من الوقوع في معصيته لأنك تعظيمه فتخافه تحبه فتطلبه فالعبادة مبنية على هذين الأساسين الحب والتعظيم وأما شرط قبولها فهما الإخلاص والمتابعة طيب كلمة " من تعبد " عامة في كل من تعبد لله عز وجل من هذه الأمة ومن غيرها أو بس من هذه الأمة من هذه الأمة ومن غيرها ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قولنا ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال ( إنكم إذا قلتم فقد سلتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ) حتى الملائكة حتى الجن حتى أتباع الأنبياء السابقين يدخلون في هذا فهي من أعم ما يكون كلمة " ومن تعبد " لكن هل يدخل فيها الأصحاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وآله المؤمنون يدخلون ؟ هذا مبني على خلاف بين العلماء هل إذا عطفنا العام على الخاص يكون الخاص داخلا في العام أو خارجا منه بالتخصيص في هذا قولان لأهل العلم فمنهم من يقول إنه داخل فيه يعني العموم يشمله ومنهم من قال إن ذكره بخاصته يدل على إنه غير مراد عرفتم وهذا الخلاف قد يترتب عليه بعض المسائل الحُكمية لكن من قال إنه يدخل في العموم قال إنه يكون الخاص مذكورا كم مرة مرتين مرة بالخصوص ومرة بالعموم نعم قال .
السائل : أنه وأصحابي فيمن كل من اجتمع به فيهما ولو لم يجتمع به ولو لم يره ؟
الشيخ : لا لا قلنا وإن لم يره ما قلنا وإن لم يجتمع به نحن ما قلنا وإن لم يجتمع به قلنا إن اجتمع به ولم يره هذا يكون صحابيا .
السائل : يكون المقصود الاجتماع .
الشيخ : إيه لازم الاجتماع به لازم تكون بالاجتماع .
السائل : المصطفينَ .
الشيخ : بالفتح كيف مثنى يكون مفتوح النون كيف يكون جمعا وهو مفتوح ما قبل الياء وجمع المسلمين مكسور ما قبل الياء الجواب لأن ما قبل الياء محذوف اللي قبل محذوف والفاء هذه ما كانت الياء يعني تباشرها فأصبح المصطفيين هذا أصبح المصطفَيِيِن أو المصطفيين صح المصطفيين هذا أصلها يعني - استغفر الله العظيم- أصلها الصطفى هذا المفرد المثنى المصطفيان الجمع المصطفَيُونَ فإذا نصبت أبدل الواو ياءً فيكون المصطفَييْن المصطفيين هذا أصلها لكن حصل في إعلال بحذف الياء فصارت المصْطفين والمصطفين أصلها المصتفين بالتاء من الصفوة وهي خلاصة الشيء ومنهم المصطفين من الخلق البشر لاشك أن المصطفى منهم الأنبياء ثم الرسل ثم أولي العزم الخلاصة أو خلاصة الخلاصة أو خلاصة خلاصة الخلاصة هم أولي العزم وهم مذكورون في القرآن الكريم في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك )) هذه واحدة (( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )) وفي سورة الشورى (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك )) اثنان (( وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى )) نعم ، هذه الخمسة هم أولو العزم فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم ويدل لذلك أنه خاتمهم نعم ويدل لذلك أيضا أنه إمامهم ليلة المعراج ولا يقدم إلا الأفضل ويدل لذلك أنه صاحب الشفاعة يوم القيامة الشفاعة العظمى فهذه ثلاثة أشياء تدل وهناك أشياء أخرى لكن هذه ذكرنها كأمثلة نماذج خاتم النبيين هذا في عالم الحس إمامهم في المعراج في عالم الغيب كونه هو الشافع يوم القيامة في عالم الغيب لكنه في عالم الآخرة نعم وقوله " محمد " وش إعراب محمد هذه عطف بيان لأن أفضل المصطفين ما يعرف من هو فإذا قيل محمد صار عطف بيان يبين من هذا الأفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي عليه الصلاة والسلام وهو كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) فكان عليه الصلاة والسلام خيارا من خيار قال " وعلى آله وأصحابه ومن تعبد " الثلاثة هؤلاء نحن نقول في التحيات اللهم صل على محمد وعلى آله بس لكن هنا المؤلف يقول " آله وأصحابه ومن تعبد " فاعلم أنه إذا ذكر الآل وحده فالمراد جميع أتباع على دينه كل أتباعه على دينه ويدخل فيهم بالأولوية أتباعه على دينه من قرابته لأنهم آل من وجهين من جهة الاتباع ومن جهة القَرابة وأما إذا ذكر معه غيره فإنه بحسب السياق فهنا ذكر آل وأصحاب ومن تعبد آله نفسرها هنا بأنهم المؤمنون من قرابته مثل علي بن أبي طالب وفاطمة ، عبد الله بن عباس، حمزة ، العباس وما أشبه ذلك طيب " وأصحابه " نعم هم جمع صحب وصحب اسم جمع صاحب فأصحابي كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك هؤلاء الأصحاب كل من اجتمع به من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو لم يرهم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ولو لم يرهم ولو لم تطل الصحبة ولو لم تطل الصحبة وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من خصائصه أن كل من اجتمع به مؤمنا به فهو من أصحابه وإن لم يره وإن لم يجتمع به أما غيره من الناس ما يكون صاحبا له إلا من لازمه مدة يستحق أن ينطبق عليه وصف صاحب وقوله " ومن تعبد " من تعبد هذا كلمة من اسم موصول ومعناها إيش معناها الذي تعبد فهو للعموم وقوله تعبد لمن لله عز وجل أي تذلل له بالطاعة والعبادة مبنية على أمرين هما الحب والتعظيم فبالحب يكون طلب الوصول إلى مرضاة المعبود وبالتعظيم يكون الهرب من الوقوع في معصيته لأنك تعظيمه فتخافه تحبه فتطلبه فالعبادة مبنية على هذين الأساسين الحب والتعظيم وأما شرط قبولها فهما الإخلاص والمتابعة طيب كلمة " من تعبد " عامة في كل من تعبد لله عز وجل من هذه الأمة ومن غيرها أو بس من هذه الأمة من هذه الأمة ومن غيرها ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قولنا ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال ( إنكم إذا قلتم فقد سلتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ) حتى الملائكة حتى الجن حتى أتباع الأنبياء السابقين يدخلون في هذا فهي من أعم ما يكون كلمة " ومن تعبد " لكن هل يدخل فيها الأصحاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وآله المؤمنون يدخلون ؟ هذا مبني على خلاف بين العلماء هل إذا عطفنا العام على الخاص يكون الخاص داخلا في العام أو خارجا منه بالتخصيص في هذا قولان لأهل العلم فمنهم من يقول إنه داخل فيه يعني العموم يشمله ومنهم من قال إن ذكره بخاصته يدل على إنه غير مراد عرفتم وهذا الخلاف قد يترتب عليه بعض المسائل الحُكمية لكن من قال إنه يدخل في العموم قال إنه يكون الخاص مذكورا كم مرة مرتين مرة بالخصوص ومرة بالعموم نعم قال .
السائل : أنه وأصحابي فيمن كل من اجتمع به فيهما ولو لم يجتمع به ولو لم يره ؟
الشيخ : لا لا قلنا وإن لم يره ما قلنا وإن لم يجتمع به نحن ما قلنا وإن لم يجتمع به قلنا إن اجتمع به ولم يره هذا يكون صحابيا .
السائل : يكون المقصود الاجتماع .
الشيخ : إيه لازم الاجتماع به لازم تكون بالاجتماع .