شرح قول المصنف :" إذ الهمم قد قصرت والأسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل " حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله " إذ الهمم قد قصرت " إذ حرف تعليل والهمم مبتدأ والجملة قد قصرت خبره الهمم جمع همة وهي الإرادة الجازمة وقد يراد بالهمة ما دون الإرادة الجازمة وهي شاملة لهذا وهذا همم الناس منذ زمن المؤلف رحمه الله في القرن الثامن أو التاسع قد قصرت والآن أقصر وأقصر ... الله أعلم وقوله " إذ الهمم قد قصرت " هذه الجملة تعليق لقوله مختصر وحذفت يعني اختصرته وحذفت هذا لأن الهمم قد قصرت الهمم قصرت في زمنه أيضا مع قصور الهمم هناك صوارف فليس هناك مقتضي المقتضي ضعف وش المقتضِي الهمة ضعفت هناك أيضا صوارف ولهذا قال " والأسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت " فإذا ضعف أو قصر الباعث وقوي الصارف يتم الشيء ولا لا ما يتم الشيء وقوله " الأسباب " جمع سبب وهو في اللغة ما يتوصل به إلى المطلوب وهو المراد هنا المراد به السبب اللغوي وليس الاصطلاحي " المثبطة " المفترة للهمم " قد كثرت " وهذا في زمنه كثيرا وفي زمننا أكثر وأكثر وأكثر ونحن وبعضكم أيضا أدرك زمنا ليس ببعيد أن الأسباب المثبطة عن العلم قليلة الأسباب المثبطة عن العلم والإقبال كثيرة داخلية في نفس بيت الإنسان وفي نفس بلده وفي نفس حكومته وخارجية أيضا خارجية فهي كحجر ألقيته في الماء الدائرة تكون صغيرة ثم تتسع وتكون دوائر الآن في الحقيقة الأسباب المثبطة قد أحاطت بالإنسان من قُرب ومن بُعد ولكن مع ذلك ما دام الإنسان يشعر بأنه في جهاد وأنه كلما قوي الصارف ودافعه الإنسان ينال بذلك أجرين أجر العمل وأجر دفع المقاومة ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أيام الصبر للعامل فيهن أجر خمسين من الصحابة لأن هناك أسباب مثبطة كثيرة وصارفة فأنت إذا استعنت بالله عز وجل وقاومت هذه الصوارف والأسباب المانعة أعانك الله عز وجل وجعل لك قوة تدفع بها وتندفع لكن إذا أعرضت فهذه المصيبة والذنوب من أكبر العوارض (( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم )) ليس كل الذنوب وهذا دليل على أن ... الإنسان عن الذكر هذا أسبابه الذنوب فمع الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل وصدق النية مع الله ييسر الله لك الأمر رأيت بعض العلماء استنبط من قوله تعالى (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما )) استنبط إنه ينبغي الإنسان إذا نزلت به حادثة سواء إفتاء أو حكم قضاء أن يُكثر من الاستغفار لأنّ الله قال (( لتحكم )) ثم قال (( واستغفر )) وهذا ليس ببعيد لأن الذنوب تمنع من رؤية الحق (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) نسأل الله أن يغفر لنا ولكم قال " ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل " مع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل وش هو الحجم حجم الشيء يعني جسمه وملمسه وما أشبه ذلك " مع صغره حوى " أي جمع " ما يغني عن التطويل " لأنه جامع الكتاب وهو أجمع من كتاب الشيخ مرعي رحمه الله وهو دليل الطالب ودليل الطالب أحسن من هذا الترتيب فدليل الطالب في الترتيب أحسن من هذا لأنه يذكر الشروط والأركان والواجبات لكنه بالنسبة لمسائل هذا أكثر بكثير يعني ذاك يمكن ثلثين هذا في المسائل إنما ذاك صحيح يعني مفصل ومبين ولهذا كان شيخنا عبد الرحمن بن السعدي قد حفظ متن الدليل وتفقه به لكنه مع ذلك كان يشير على طلابه بهذا ولا يدرسنا إلا هذا الكتاب لأنه يقول إنه أجمع وشرح الشيخ منصور رحمه الله له فيه عليه أحسن من شروح دليل الطالب قال " وما يغني عن التطويل " .