الكلام على نعمة الأكل ونعمة إخراج هذا الذي أكلناه. حفظ
الشيخ : طيب اعلم أن الله عز وجل أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة من الأكل والشرب واللباس والسكن وغير ذلك من النعم التي لا تحصى الأكل والشرب لله علينا فيه نعم سابقة ولاحقة أما السّابقة فإن هذا الماء الذي نشربه ما جاء بحولنا ولا قوتنا (( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون )) (( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين )) فبيّن الله تعالى منته علينا بالماء النازل من السماء والنابع من الأرض نعم الطعام الذي نأكله (( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما )) فهذه نعمة عظيمة من الله هو الذي زرعه ونماه حتى تكامل ويسر لنا بالأسباب التي يسر لنا أن نجنيه وأن نحصده ثم بالطحن وبالطبخ إلى غير ذلك من النعم الكثيرة قال بعض العلماء " إنه لا يقدم الطعام بين يديك إلا وفيه ثلاثمائة وستون نعمة " هذا اللّي يدرك كيف عاد الذي لا يُدرك ثم مع ذلك نعم عندك تناولك إذا قدم بين يديك نِعَمٌ عند تناوله كيف عندما تأكله على جوع ماذا تكون لذته ما تتصور ! وعندما تطعمه في فمك تجد لذة وعندما ينزل تجد لذة وعندما يمشي في الأمعاء ما تجد تعبا الآن لو يقف هنا على يدك بعوضة أحسست برجليها أو لا تحس بها وتقشعر منها لكن هذا الطعام الغليظ ينزل مع هذه الأمعاء الرقيقة ولا تحس به نِعَمٌ من الله عز وجل لأن داخل الجوف ما في إحساس يمر به من الجوف بدون إحساس ثم إن الله تعالى خلق غددا تفرز أشياء تليّن هذا الطعام حتى ينزل وتخفف حتى ينزل ثم إن الله عز وجل جعل له قنوات قنوات يذهب معها الثفل وقنوات يذهب معها الماء ثم هناك عروق شارعة في هذه الأمعاء تفرق الدم على الجسم وأين توصله توصله إلى القلب ثم هذا القلب الصغير في لحظة من اللحظات يطهر هذا الدم حتى يخرج من الجانب الآخر من القلب نقيا ثم يدور في البدن ثم يرجع مرة ثانية إلى القلب فيطهره ويصفيه ثم يعيده نقيا وهكذا دواليك كل هذا ونحن لا نحس بهذا الشيء ما نحس به وإلا فكل القلب يقول هكذا نبضات كل نبضة تأخذ شيئا والنبضة الأخرى تخرج شيئا من هذا الدم ومع ذلك يذهب هذا الدم إلى جميع أجزاء الجسم بشعيرات دقيقة منظمة مرتبة على حسب حكمة الله وقدرته ثم مع هذا أيضا من قدرة الله العظيمة البالغة أن مجاري العروق لا تتفق في الأعضاء كل عضو له مجاري خاصة بمعنى أن يدك اليمنى ليست مجاري الدم فيها كيدك اليسرى تختلف وكذلك بالنسبة للرجْل تختلف كل هذا من أجل بيان قدرة الله سبحانه وتعالى ولا شك أن هذا هو مقتضى الحكمة أيضا فإنه لولا أن هناك حكمة تقتضي أن يكون لهذه اليد مجاري معينة وهذه اليد مجاري معينة ما خلقها الله هكذا المهم أن كل هذا نريد أن نبين أن لله علينا نعما مادية بدنية في هذا الطعام سابقة على وصله إلينا ولاحقة ثم هناك يا إخواني نعما دينية تقترن بهذا الطعام تُسمّي عند الأكل وتحمد إذا فرغت وش الجزاء ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) نعمة هذه رضى الله هو غاية كل إنسان من يحصل رضى الله عز وجل ومع ذلك نتمتع بنعمه فإذا حمدناه رضي عنا وهو الذي تفضل بها أولا هذه النعمة أكبر من نعمة البدن ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) ما ظنكم لو لم يشرع الله لنا أن نحمده عند الأكل والشرب فإننا لو حمدناه لصرنا مبتدعين وصرنا آثمين لكنه شرع لنا ذلك لأجل أن يوصلنا إلى رضاه أسأل الله أن يحقق ذلك لي ولكم لأجل أن نصل إلى رضاه وهذه نعمة عظيمة يا إخوان نعمة ما يدركها الإنسان إلا عند التأمل ثم أيضا عند تفريغ هذا الذي أكلنا أو شربنا فيه نعم جسمية وشرعية دينية النعم الجسمية لو احتقن هذا الطعام أو الشراب في بطنك ولم يخرج وش المآل الموت المحقق لكنه يخرج لو احتقنت الريح التي جعلها الله تعالى كالجندي بين يدي الأمير لتفتح المجاري أمام ما يعبر منها لو أنها انسدت ماذا يكون ، يكون الموت ينتفخ البطن ثم يتمزق وكذلك البول إذا فلله علينا نعمة في خروجه وفي يسره ثم نعمة كبرى والحمد لله نسأل الله لنا ولكم دوام النعمة في حبسه إذا أردت وفي فتحه إذا أردت من يستطيع يفتح المثانة حتى ينزل البول لولا أن الله يسر ذلك ومتى ما شئت قد تذهب وتبول وليس في المثانة إلا ربعها يعني ما هي المسألة إجبارية وقد تحبسها وهي مملوءة ولكنك تستطيع أن تتحمل هذه من نعمة الله ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من ابتلي بالسلس نسأل الله السلامة يعرف كيف قدر هذه النعمة وكذلك بالنسبة إلى الخارج الآخر هذه نعم عظيمة ومع ذلك هناك نعم دينية مقرونة بهذه النعمة عند الدخول هناك ذكر مشروع يقربك إلى الله عز وجل وعند الخروج ذكر مشروع يقربك إلى الله عز وجل وعند الفعل عمل مشروع يقربك إلى الله فتأمل كيف ننعم الله عليك سابغة شاملة واسعة دينية ودنيوية وبهذا نعرف صدق هذه الآية الكريمة صدقا لا شبهة فيه إطلاقا (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم )) يعني يغفر لنا ويرحمنا إن لم نقم بشكر هذه النعم (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )) شف بَيّن حال الإنسان وحال الرب عز وجل حال الرب عند هذه النعم العظيمة يقابل هذا الظلم والكفر بهذه النعم بماذا بالمغفرة والرحمة أما حال العبد فهي الظلم والكفر ولكن يقابل وهذا والحمد لله المغفرة من رب عظيم والرحمة نعم نرجع الآن إلى كلام المؤلف وأنا قدمت هذه المقدمة لأن هذه المسائل ينبغي لنا أن نرعاها على بالنا دائما حتى نعرف قدر النعم الكبيرة .