شرح قول المصنف :" واعتماده على رجله اليسرى وبعده في فضاء واستتاره وارتياده لبوله مكانا رخوا " حفظ
الشيخ : " واعتماده على رجله اليسرى " يعني يسن عند قضاء الحاجة أن يعتمد على رجله اليسرى لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يعتمدوا على الرجل اليسرى وينصبوا اليمنى هذا ما استدل به الأصحاب ولكن هذا الحديث ضعيف واستدلوا بعلة عللوا بعلة قالوا إنه أسهل لخروج الخارج أنه يعتمد على اليسرى وينصب اليمنى وعللوا له علة ثانية وهو أن اعتماده في هذه الحال وعلى قضاء الحاجة على اليسرى دون اليمنى يكون هذا من باب إكرام اليمين فأما الحديث فالحديث ضعيف لا تقوم به الحجة وأما أنه أسهل لخروج الخارج فهذا يرجع فيه إلى الأطباء الفقهاء قالوا إنه أسهل فإن ثبت هذا طبا فهو يكون من باب مراعاة الصحة وأما كونه من باب إكرام اليمين لبعدها فهذا نعم العلة هنا ظاهرة لكن فيه نوع من المشقة فيه نوع مشقة كبيرة إذا نصبت اليمنى واعتمدت على اليسرى لاسيما إذا كان الرجل كثير اللحم أو ضعيف الجسم أو كبير السن يعني يتعب في اعتماده على اليسرى ويتعب أيضا في نصب اليمنى ولهذا لو قال قائل ما دامت المسألة ليس فيها سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام فإن كون الإنسان يبقى على طبيعته معتمدا على رجلين كلتيهما هو الأولى وهو الأيسر وعلى كل حال يرجع في هذا إلى مسألة الطب إذا كان الأخ رشاد عنده علم في هذا ؟
السائل : معليش يا شيخ أنا أظن الأمر متبادل سواء باليمنى وباليسرى فيه تبادل .
الشيخ : يعني ما فيه .
السائل : ليس حجة في اعتماده على اليسرى بدل اليمنى ... .
الشيخ : نعم طيب اعتماده على اليسرى " وبعده في فضاء " بعده الضمير يعود على من على قاضي الحاجة في فضاء أي في مكان ليس فيه جدران أو أشجار ساترة أو أكمات أو جبال يبعد في الفضاء إلى أي مدى حتى يستتر بحديث المغيرة بن شعبة قال إن النبي عليه الصلاة والسلام وهو في الصحيحين قال ( فانطلق حتى توارى عني فقضى حاجته ) هذا هو الدليل وأيضا فإن فيه من المروءة والأدب ماهو ظاهر والمراد بقوله بعده الفضاء حتى لا يرى جسمه وأما قول المؤلف " واستتاره " فاستتاره هذه معطوفة على يستحب والمراد استتار بدنه كله وأما استتاره بالنسبة للعورة فهو أمر واجب يجب أن يستتر بالنسبة لعورته وأما بالنسبة لجميع جسده فهو أولى وأفضل لما تقدم من حديث المغيرة نعم .