شرح قول المصنف :" وأخذ ماء جديد للأذنين والغسلة الثانية والثالث " حفظ
الشيخ : قال " وأخذ ماء جديد للأذنين " يعني يسن إنه الإنسان إذا مسح رأسه أن يأخذ ماء جديدا لأذنيه الدليل هنا دليل وتعليل الدليل حديث عبد الله بن زيد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأخذ لأذنيه ماء غير الماء الذي مسح به رأسه هذا هو معنى الحديث ولكن هذا الحديث شاذ لأنه مخالف لما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ماء جديدا لرأسه غير فضل يديه لفظ الحديث ( مسح برأسه أو مسح رأسه بماء غير فضل يديه ) رواه مسلم من حديث عبد الله بن زيد من هذا الوجه فعلى هذا يكون الصواب أنه لا يأخذ ماء جديدا للأذنين ولأن جميع الواصفين لوضوء النبي عليه الصلاة والسلام لم يذكروا أنه أخذ ماء جديدا للأذنين إلا هذا الحديث الشاذ على هذا يكون الدليل ضعيفا ما هو التعليل لأخذ ماء جديد للأذنين يقولون التعليل لأنهما كعضو مستقل فنقول إنهما ليسا عضوين مستقلين بدليل أنهما يمسحان مع الرأس مرة واحدة فيه الغسلة الثانية والثالثة طيب أيضا من السنن الغسلة الثانية والثالثة والغسلة الأولى واجبة لقوله تعالى (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) فالأولى واجبة والثانية أكمل والثالثة أكمل لأنها أبلغ في التنظيف وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا وتوضأ كذلك مخالفا فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين ورجليه مرة وقد كره بعض العلماء أن يخالف بين الأعضاء في العدد فقال إذا غسلت وجهك مرة فلا تغسل اليدين مرتين وإذا غسلت اليدين مرتين لا تغسل الرجلين ثلاثا ولكن الصواب خلاف ذلك فإنه قد ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام خالف فغسل الوجه ثلاثا واليدين مرتين والرجلين مرة ولكن هل الأفضل التزام ثلاث دائما أو الأفضل أن يأتي بهذا مرة وبهذا مرة الأخير هو الأقرب وقد يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ مرة لبيان الجواز لا على سبيل التعبد باختلاف العبادات وتوضأ مرتين أيضا لبيان الجواز وخالف لبيان الجواز ولكننا نقول إن الأصل ما هو التعبد والمشروعية الظاهر أن الأفضل أن الإنسان ينوع يعني يتوضأ مرتين ثلاثا مرة وعلى رأي المؤلف الثلاثة أفضل من اثنتين واثنتان أفضل من الواحدة وقد ألغز بعض العلماء في هذه المسألة وقال لنا سنة أفضل من واجب والذي دل عليه النص أن الواجب أفضل من السنة كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ( ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترض عليه ) نعم وهذا الثلاث سنة وهي أفضل من الواجب وابتداء السلام سنة وهو أفضل من رده فما هو الجواب عن هذا اللغز الجواب عن هذا اللغز أنه لغز خطأ وليس بصواب لأن غسل الإنسان أعضاء وضوئه ثلاثا قد دخل فيها الواجب فهو قد أتى بالواجب وزيادة فكيف يصح أن نقول إن السنة هنا أفضل من الواجب وأما السلام فقالوا إن ابتداء السلام أفضل من رده ونحن نناقش هذا القول من وجهين الوجه الأول قد يقول قائل إن رده أفضل لأن رده واجب واتبداءه سنة والحديث عام ( ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترض عليه ) عرفتم وحينئذ يبطل الإلغاز به من أصله وقد نقول إن ابتداء السلام أفضل من رده لأن رده مبني عليه فحاز مبتدأ السلام حاز فضيلتين أنه ابتدأ السلام وأن ابتداؤه كان سببا لواجب فمن أجل ذلك كان أفضل والحاصل أنه لا يمكن أن يكون النفل أفضل من الفريضة للحديث الذي ذكرنا وللنظر الصحيح لأنه لولا محبة الله لهذه العبادة ما أوجبها لجعلها باختيار الإنسان على سبيل الاستحباب .