شرح قول المصنف :" والترتيب ". حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله " والترتيب " الترتيب عرفنا دليله من القرآن من الآية الكريمة من كم من وجه الوجه الأول إدخال الممسوح بين المغسولات وهذا خروج عن مقتضى البلاغة والقرآن أبلغ ما يكون من الكلام ولا نعلم لهذا الخروج عن قاعدة البلاغة فائدة إلا الترتيب ثانيا من الآية أن هذه الجملة وقعت جوابا للشرط وما كان جوابا للشرط فإنه يكون مرتبا حسب وقوع الشرط حسب وقوع الجواب الثالث .
السائل : أن الله ذكرها مرتبة والنبي صلى الله وسلم يقول ( ابدؤوا بما بدأ الله به ) .
الشيخ : أن الله ذكرها مرتبة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أبدأ بما بدأ الله به ) أو ( ابدؤوا بما بدأ الله به ) أما من السنة فإن جميع الواصفين لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا إلا أنه كان يرتبها على حسب ما ذكر الله سبحانه وتعالى طيب إذا قلنا بأن الترتيب فرض فهل يسقط الترتيب بالنسيان أو بالجهل نعم فيه خلاف بين أهل العلم منهم من قال إن الترتيب يسقط بالنسيان والجهل لأن ذلك عذر وإذا كان الترتيب بين الصلوات يسقط بالنسيان فهذا مثله ومنهم من قال إنه لا يسقط بالنسيان لأنه فرض والفرض لا يسقط بالنسيان وقياسه على الصلوات أي على قضاء الصلوات فيه نظر لأن الصلوات كل عبادة كل صلاة عبادة مستقلة لكن الوضوء عبادة واحدة ونظيره اختلاف الترتيب في الوضوء اختلاف الترتيب في ركوع الصلاة وسجودها لو سجد الإنسان قبل الركوع ناسيا هل نقول إنها تجزؤه الصلاة لا ولهذا القول بأن الترتيب يسقط بالنسيان في النفس منه شيء نعم لو فرض أن رجلا جاهلا في بادية وكان منذ نشأ وهو يتوضأ فيغسل الوجه واليدين والرجلين ثم يمسح الرأس لو فرض أن أحدا وقع له مثل هذه الحال فقد يتوجه القول بأنه يعذر بجهله كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا كثيرين بجهلهم في مثل هذه الأحوال طيب الترتيب فرض لا يسقط سهوا ولا جهلا نعم .