شرح قول المصنف :" من خف وجورب صفيق ونحوهما ". حفظ
الشيخ : قال " من خف " من حرف جر ومعناها التبيين وعلى هذا فهي بيان لقوله طاهر " على طاهر من خف " فالجار والمجرور هنا بيان لطاهر ومن البيانية إذا جاءت فإن الجار والمجرور يكون في موضع نصب على الحال يعني على حال كونه من خف " وجورب " الخف واضح هو ما يكون من الجلد وأما الجورب فهو مايكون منغير الجلد من الخرق وشبهها فيجوز المسح على هذا وعلى هذا وذلك إما بالقياس وإما بالعموم اللفظي كما في حديث أن يمسحوا على التساخين فإن التساخين يعم كل ما يسخن الرجل وإما بالقياس على الخف إذ لا فرق بينهما في حاجة الرجل إليهما والعلة فيهما واحدة فإذا قال قائل ما الدليل على جواز المسح على الجوارب نقول الدليل من السنة إما بالقياس فيكون هذا من باب الشمول المعنوي وإما بالعموم اللفظي كما في حديث أن يمسحوا على التساخين وأما الموق فإنه خف قصير يمسح عليه أيضا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديث أنه مسح على الموقين قال " وجورب صفيق " لماذا اشترط المؤلف أن يكون صفيقا لأنه يشترط أن يكون ساترا للمفروض وغير الصفيق لا يستر وقوله صفيق هي صفة لجورب وليست صفة لخف لماذا لأن الخف لا يكون إلا صفيقا لأنه من الجلود الجورب هو الذي يكون صفيقا وقد لا يكون وقوله " ونحوهما " نحو بمعنى مثل يعني من كل ما يلبس على الرجل كل ما يلبس على الرجل سواء سمي خفا أو جوربا أو موقا أو جرموقا أو غير ذلك فإنه يجوز المسح عليه لأن العلة واحدة .