شرح قول المصنف " ... وحوقلته في الحيعلة ... ". حفظ
الشيخ : " وحوقلته في الحيعلة " الحوقلة والحيعلة هذان مصدران مصنوعان منحوتان، مصنوعان ومنحوتان لأن الحوقلة مصنوعة من لا حول ولا قوة إلا بالله والحيعلة من حي على الصلاة حي على الفلاح إذا تقول إذا قال المؤذن " حي الصلاة " تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وإذا قال " حي على الفلاح " تقول لا حول ولا قوة إلا بالله قد يقول عامي سبحان الله أقول لا حول ولا قوة إلا بالله هل أنا ابتليت بمصيبة حتى تقولوا قل لا حول ولا قوة إلا بالله ها وش الجواب؟ لا، لأن العامة عندهم أن الإنسان إذا أصيب بمصيبة قال لا حول ولا قوة إلا بالله وإذا جعلت تشكوا عليه حال شخص أو أمر من الأمور قال لا حول ولا قوة إلا الله المشروع عند المصائب غير هذا أن تقول إنا لله وإنا إليه راجعون أما هذه الكلمة لا حول ولا قوة إلا بالله فهي مشروعة عند التحمل تحمل الأشياء وهي كلمة استعانة وليست كلمة استرجاع إذا فكأن المؤذن لما قال حي على الصلاة أقبل تبرأت من حولك وقوتك إلى ذي الحول والقوة وهو الله عز وجل فاستعنت به وقول لا حول ولا قوة إلا بالله وهذا من باب التوسل بذكر حال الداعي وأظن مرّ علينا أن من أقسام التوسل في الدعاء أن يذكر الإنسان حاله وأنه في حاجة إلى الله فإذا قلت لا حول ولا قوة إلا بالله كأنك تقول أنا ما عندي حول ولا قوة إلا بالله إن أعانني فأنا أقوم بما ينبغي أن أقوم به وإن لم يعنّي ووكلني إلى نفسي فإنه يكلني إلى ضعفي وعجز وعورة طيب لا حول ولا قوة إلا الله ما هو الحول؟ قال العلماء الحول بمعنى التحول يعني لا تحول من حال إلى حال إلا بالله عز وجل والقوة معناه القوة يعني القدرة على الشيء بل هي أخص من القدرة يعني أنا لا أستطيع التحول ولا أقوى على التحول إلا بمعونة الله ولهذا نقول إن الباء في قوله إلا بالله للإستعانة للإستعانة كل إنسان لا يستطيع أن يتحول من حال إلى حال سواء من معصية إلى طاعة أو من طاعة إلى أفضل منها لا يستطيع إلا بالله عز وجل ولا يقوى على ذلك إلا بالله إذا فهذه الجملة في جواب حي على الصلاة حي على الفلاح كلمة استعانة يستعين الإنسان بالله على إجابة هذا المؤذن وسبق لنا أن قوله حي على الفلاح بعد قوله حي على الصلاة تعميم بعد تخصيص تعميم بعد تخصيص أو هو دعاء إلى النتيجة والثواب بعد الدعاء إلى الصلاة كأنه قال أقبل إلى الصلاة فإذا صليت نلت الفلاح وأي كان سواء الأول أو الثاني فإن إجابته أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله في إجابة المؤذن أو متابعته فيه دليل على رحمة الله عز وجل وسعة فضله لأن المؤذنين يا فوزي المؤذنين لما نالوا ما نالوه من أجر الأذان شرع لغير المؤذن إيش؟ أن يتابعهم لينال أجرا كما نال المؤذن أجرا، ولهذا نظائر في الحج الحجاج يوم النحر يذبحون الهدايا وغير الحاج وش شرع لهم؟ الأضاحي حتى لا يحرم الناس الذين حرموا من الحج من جنس أعمال الحج، الحجاج إذا أحرموا تركوا الترفه لا يحلقون الشعور أو بالأخص شعر الرأس وغير الحجاج من أهل الأضاحي كذلك أيضا لا يأخذون من شعورهم ولا من أظفارهم ولا من أبشارهم شيئا وهذا يدلك على سعة رحمة الله عز وجل وعلى شمول هذه الشريعة وأنها لم تدع أحدا بدون شيء حتى لا يقول أحد أنا حرمت من الخير نعم ويقول.