تتمة شرح قول المصنف "... ومنها النية ...". حفظ
الشيخ : النية بمعنى القصد وأما في الشرع فهي نيّة العبادة وتنقسم إلى قسمين، نيّة المعمول له ونيّة العمل، نيّة العمل ونيّة المعمول له أما نيّة العمل فهي التي يتكلم عليها الفقهاء لأنهم إنما يقصدون بالنيّة النيّة التي تتميّز بها العبادة عن العادة وتتميّز بها العبادات بعضها عن بعض.
وأما نيّة المعمول له فالتي يتكلّم عليها أهل أرباب السلوك يعني تُذْكر في قسم التوحيد وهي أهم من الأول، نيّة المعمول له أهم من نيّة العمل لأنها عليها مدار الصحة قال الله تعالى ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) .
أما نيّة العمل فيقصد بها إيش؟ تمييز العبادات من غير العبادات وتمييز العبادات بعضِها عن بعض فينوي أن هذه عبادة ثم ينوي أنها صلاة وينوي أنها فريضة نافلة وهكذا.
نيّة المعمول له قال فيها النبي صلى الله عيله وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ولا بد من ملاحظة الأمرين جميعا، أولا نيّة المعمول له بحيث تكون نيته لمن يا رشيد؟ لله عز وجل فإن خالط هذه النيّة نيّة غير الله بطَلت، لو قارن النيّة نيّة كوْن العبادة لله نيّة كونها لغيره بطلت فلو قام رجل يُصلي لأنه رأى الناس يلتفتون إليه فقام يُصلي ليراه الناس فالصلاة باطلة لأنه لم يُخلص النيّة للمعمول له وهو الله عز وجل.
طيب.
السائل : ... .
الشيخ : هذه ... الدرس إلى عند الإقامة.
السائل : ... .
الشيخ : نعطيكم عشرة إن شاء الله.
طيب نيّة تمييز العبادات عن غيرها والعبادات بعضها عن بعض ذكره المؤلف رحمه الله لأن هذا هو وظيفة الفقهاء، واعلم أن النيّة محلّها القلب ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) فليست من أعمال الجوارح ولهذا نقول إن التلفّظ بها بدعة فلا يُسنّ للإنسان إذا أراد عبادة أن يقول اللهم إني نويت كذا أو أردت كذا لا جهرا ولا سرا لأن هذا لم يُنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن الله تعالى يعلم ما في القلوب فلا حاجة أن تنطِق بلسانك فهذا ليس بذكر حتى يُنطق باللسان وإنما هي نيّة محلّها القلب، ولا فرق فيها بين الحج وغيره حتى الحج لا يُسنّ للإنسان أن يقول "اللهم إني نويت العمرة أو نويت الحج" لكن يُلبّي بما نوى والتلبية غير الإخبار بالنيّة لأن التلبية فيها إجابة لله تتضمّن إجابة لله فهي بنفسها ذكر ليست إخبارا عما في القلب ولهذا يقول القائل "لبّيك عمرة" أو "لبّيك حجّا".
نعم لو احتاج إلى الاشتراط فله أن يتلفّظ بلسانه بل لا بد أن يتلفّظ فيقول مثلا "لبّيك عمرة وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" "لبّيك حجّا وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" وهكذا.
طيب النيّة محلها القلب فلا يُشرع النطق بها لا سرا ولا جهرا ومن الطرائف أن بعض العامة سمِع شخصا يقول يريد أن يصلي خلف الإمام "اللهم إني أريد أن أصلي صلاة الظهر خلف الإمام فلان بن فلان لما هم أن يكبّر قال اصبر باقي عليك شوي، ما الذي بقي؟ قال بقي عليك التاريخ يقول صلاة الظهر في يوم كذا من الشهر الفلاني من السنة الفلانية لأنك إذا كنت تريد أن تكتب وثيقة بينك وبين الله لازم تحرّر الوثيقة، أما صلاة وبس فخجِل الرجل، خجِل لأن هذا رد عليه يقول باقي عليك التاريخ وإحنا يُمكن نضيف باقي عليه أيضا المكان "، إي نعم.
السائل : عدد الركعات.
الشيخ : نعم؟
السائل : عدد الركعات.
الشيخ : أي نعم، على كل حال الحمد لله أن النيّة محلها القلب يقول المؤلف رحمه الله النيّة قلنا في تعريفها قلنا أن النيّة إما نيّة العمل أو نيّة المعمول له، فهي إذًا العزم على فعل العبادة تقرّبا إلى الله، هذا ينتظم المعنيين جميعا، العزم على فعل العبادة تقرّبا إلى الله سبحانه وتعالى طيب.