تتمة شرح قول المصنف "... ثم يستعيذ...". حفظ
الشيخ : " ثم يستعيذ فيقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وإن شاء قال أعوذ بالسميع العليم أو بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفسه، والإستعاذة هذه مأمور بها للصلاة وإلا للقراءة؟
السائل : للقراءة.
الشيخ : للقراءة، إذ لو كانت للصلاة لكانت تلي تكبيرة الإحرام أو قبل تكبيرة الإحرام ولكنها للقراءة وقد قال الله عز وجل (( فإذا قرأت القرأن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )) فأمر الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرأن ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء وهو يتلو كتاب الله حتى يحصل له بذلك تدبُّر القرأن وتفهّم معانيه والانتفاع به لأن هناك فرقا بين أن تقرأ القرأن وقلبك حاضر وبين أن تقرأه وقلبك لاهي، إذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرأن ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل وجرّب تجد.
فلهذا شُرِع، شرع الاستفتاح، شرع تقدّم الاستعاذة على القراءة في الصلاة وخارج الصلاة ومعنى "أعوذ بالله" أي ألتجئ إليه وأعتصم به لأنه سبحانه وتعالى هو الملاذ وهو المَعاذ، أقول هو الملاذ وهو المَعاذ، فما الفرق بينهما؟ قال العلماء الفرق بينهما أن اللياذ لطلب الخير والعياذ للفرار من الشر وأنشدوا على ذلك قول الشاعر.
"يا من ألوذ به في ما ءأمّله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره"
فهذا الفرق بين لاذ بالله وبين وعاذ بالله وقول "من الشيطان الرجيم" الشيطان اسم جنس يشمل الشيطان الأول الذي أمر بالسجود لأدم فلم يسجد ويشمل ذريته، طيب، وهو من شطن إذا بعُد أو من شاط إذا غضِب والمعنى الأول أنه من شطن هو الأقرب ولذلك لم يُمنع من الصرف لأن النون فيه أصليّة وأما الرجيم فهو فعيل بمعنى راجم وبمعنى مرجوم لأن فعيل تأتي بمعنى فاعل وبمعنى مفعول فمن إتيانها بمعنى فاعل سميع بصير عليم والأمثلة كثيرة ومن إتيانها بمعنى مفعول جريح وقتيل وكثير وما أشبه ذلك.
فالشيطان رجيم بالمعنيين فهو مرجوم بلعنة الله والعياذ بالله وطرده وإبعاده عن رحمته وهو راجم غيره بالمعاصي فإن الشياطين تؤز أهل المعاصي إلى المعاصي أزا، طيب.
"ثم يقرأ الفاتحة" هاه قبله؟ "ثم يستعيذ".
السائل : للقراءة.
الشيخ : للقراءة، إذ لو كانت للصلاة لكانت تلي تكبيرة الإحرام أو قبل تكبيرة الإحرام ولكنها للقراءة وقد قال الله عز وجل (( فإذا قرأت القرأن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )) فأمر الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرأن ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء وهو يتلو كتاب الله حتى يحصل له بذلك تدبُّر القرأن وتفهّم معانيه والانتفاع به لأن هناك فرقا بين أن تقرأ القرأن وقلبك حاضر وبين أن تقرأه وقلبك لاهي، إذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرأن ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل وجرّب تجد.
فلهذا شُرِع، شرع الاستفتاح، شرع تقدّم الاستعاذة على القراءة في الصلاة وخارج الصلاة ومعنى "أعوذ بالله" أي ألتجئ إليه وأعتصم به لأنه سبحانه وتعالى هو الملاذ وهو المَعاذ، أقول هو الملاذ وهو المَعاذ، فما الفرق بينهما؟ قال العلماء الفرق بينهما أن اللياذ لطلب الخير والعياذ للفرار من الشر وأنشدوا على ذلك قول الشاعر.
"يا من ألوذ به في ما ءأمّله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره"
فهذا الفرق بين لاذ بالله وبين وعاذ بالله وقول "من الشيطان الرجيم" الشيطان اسم جنس يشمل الشيطان الأول الذي أمر بالسجود لأدم فلم يسجد ويشمل ذريته، طيب، وهو من شطن إذا بعُد أو من شاط إذا غضِب والمعنى الأول أنه من شطن هو الأقرب ولذلك لم يُمنع من الصرف لأن النون فيه أصليّة وأما الرجيم فهو فعيل بمعنى راجم وبمعنى مرجوم لأن فعيل تأتي بمعنى فاعل وبمعنى مفعول فمن إتيانها بمعنى فاعل سميع بصير عليم والأمثلة كثيرة ومن إتيانها بمعنى مفعول جريح وقتيل وكثير وما أشبه ذلك.
فالشيطان رجيم بالمعنيين فهو مرجوم بلعنة الله والعياذ بالله وطرده وإبعاده عن رحمته وهو راجم غيره بالمعاصي فإن الشياطين تؤز أهل المعاصي إلى المعاصي أزا، طيب.
"ثم يقرأ الفاتحة" هاه قبله؟ "ثم يستعيذ".