شرح قول المصنف "...ويقول سبحان ربي العظيم...". حفظ
الشيخ : " ويقول سبحان ربي العظيم " يقول متى؟ يقول في ركوعه "سبحان ربي العظيم" وسبحان اسم مصدر منصوب على المفعولية المطلقة دائما، محذوف العامل دائما أيضا، ومعنى التسبيح التنزيه والذي يُنزَّه الله عنه أمران أحدهما النقص المطلق والثاني النقص في كماله والثالث وقد يكون من الثاني مشابهة المخلوقين، فهذه ثالثة أشياء يُنزّه الله عنها، النقص المطلق والثاني؟ النقص في كماله والثالث مشابهة المخلوقين.
أما الأول فيُنزّه عز وجل عن الجهل والعجز والضعف والموت والنوم وما أشبه ذلك وأما الثاني فيُنزّه عن النقص فيما يفعله، عن التعب فيما يفعله، عن التعب فيما يفعله كما في قوله تعالى (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب )) فالقدرة والخلق لا شك إنها كمال لكن قد يعتريها النقص بالنسبة للمخلوق فالمخلوق قد يصنع بابا قد يصنع قدرا قد يبني بناءً ولكن مع التعب والإعياء فيكون هذا نقصا في إيش؟ في الكمال، أما الرب عز وجل فإنه لا يلحقه تعب ولا إعياء حتى مع هذه المخلوقات العظيمة، السماوات والأرض وفي هذه المدة الوجيزة ومع ذلك ما مسّه تعب ولا إعياء.
الثالث مشابهة المخلوقين، فإن مشابة المخلوقين نقص لأن إلحاق الكامل بالناقص يجعله ناقصا بل مقارنة الكامل بالناقص يجعله ناقصا كما قيل " ألم ترى أن السيف ينقص قدرُه إذا قيل إن السيف أمضى من العصى " لأنك لو قلت والله عندي سيف حديد قوي أمضى من العصا ماذا يفهم الناس من هذا السيف؟ أنه ضعيف، إذا قلت إنه أمضى من العصا فمعناه أنه ليس بشيء.
فعلى كل حال الذي ينزه الله عنه هذه الأمور الثالثة النقص المطلق والنقص في الكمال ومشابهة المخلوقين.
وقوله " ربي العظيم " العظيم في ذاته وصفاته فإنه سبحانه وتعالى في ذاته أعظم من كل شيء قال الله تعالى (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )) (( طي السجل للكتب )) سهل جدا إذا كتب الإنسان وثيقة وطواها فهي عنده سهلة وقال عز وجل (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )) وما السماوات السبع والأراضون السبع في كف الرحمان إلا كخردلة في كف أحدنا وأما عِظم صفاته فلا تسأل عنها، ما من صفة من صفاته إلا وهي عظمى كما قال الله تعالى (( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) إذًا أنت تنزّه الله سبحانه وتعالى وتصفه بعد تنزيهه بأمرين كماليّين كاملين وهما الربوبية والعظمة فيجتمع من هذا الذكر التنزيه والتعظيم.
والتنزيه هو التعظيم باللسان تعظيم قولي وبالركوع تعظيم فعلي فيكون الركوع جامعا بين التعظيمين القولي والفعلي ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرأن راكعا أو ساجدا أما الركوع فعظّموا فيه الرب ) ومقام تعظيم الغير مقام ذل للمعظِّم ولهذا لما كان القرأن أشرف الذكر لم يُناسب أن يقرأه الإنسان وهو في هذا الإنحناء والخضوع بل يُقرأ في حال القيام والقيام أكمل حالا من الركوع من حيث الهيئة وإن كان الركوع لا شك أن الذل لله عز وجل عز.
قال " يقول سبحان ربي العظيم " ولم يقول المؤلف أو ولم يذكر كم يقول ذلك، نعم، ولكن سيأتينا إن شاء الله تعالى في ذكر واجبات الصلاة أن الواجب مرة وما زاد فهو سنّة وقول المؤلف " يقول سبحان ربي العظيم " ظاهره أنه لا يزيد عليها شيئا فلا يقول "وبحمده" وهذا هو المشهور من المذهب وهو أن الإقتصار على قول " سبحان ربي العظيم " أفضل من أن يزيد قوله "وبحمده" ولكن الصحيح أنه أن المشروع أن يقول أحيانا "وبحمده" لأن ذلك قد جاءت به السنّة وقد نصّ الإمام أحمد رحمه الله أنه يقول هذا وهذا لورود السنّة به فيقتصر أحيانا على "سبحان ربي العظيم" وأحيانا يزيد "وبحمده" وظاهر كلامه أيضا أنه لا يقول ما صحّ به الحديث عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي" ) ولكن السنّة قول ذلك وأن يقول الإنسان هذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي ) وكذلك أيضا ظاهر كلام المؤلف أنه لا يقول ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) ولكن السنّة قد جاءت به وصحت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يزيد ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) ولكن هل يقول هذه الزيادة الأخيرة دائما بالإضافة إلى " سبحان ربي العظيم " و " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك " أو أحيانا؟ هذا محل احتمال وقد سبق لنا أن الإستفتاحات الواردة لا تُقال جميعا إنما يُقال بعضها أحيانا وبعضها أحيانا لكن أذكار الركوع المعروف عند عامّة العلماء أنها تُذكر جميعا، تُذكر جميعا.
قال " ويقول سبحان ربي العظيم " .
أما الأول فيُنزّه عز وجل عن الجهل والعجز والضعف والموت والنوم وما أشبه ذلك وأما الثاني فيُنزّه عن النقص فيما يفعله، عن التعب فيما يفعله، عن التعب فيما يفعله كما في قوله تعالى (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب )) فالقدرة والخلق لا شك إنها كمال لكن قد يعتريها النقص بالنسبة للمخلوق فالمخلوق قد يصنع بابا قد يصنع قدرا قد يبني بناءً ولكن مع التعب والإعياء فيكون هذا نقصا في إيش؟ في الكمال، أما الرب عز وجل فإنه لا يلحقه تعب ولا إعياء حتى مع هذه المخلوقات العظيمة، السماوات والأرض وفي هذه المدة الوجيزة ومع ذلك ما مسّه تعب ولا إعياء.
الثالث مشابهة المخلوقين، فإن مشابة المخلوقين نقص لأن إلحاق الكامل بالناقص يجعله ناقصا بل مقارنة الكامل بالناقص يجعله ناقصا كما قيل " ألم ترى أن السيف ينقص قدرُه إذا قيل إن السيف أمضى من العصى " لأنك لو قلت والله عندي سيف حديد قوي أمضى من العصا ماذا يفهم الناس من هذا السيف؟ أنه ضعيف، إذا قلت إنه أمضى من العصا فمعناه أنه ليس بشيء.
فعلى كل حال الذي ينزه الله عنه هذه الأمور الثالثة النقص المطلق والنقص في الكمال ومشابهة المخلوقين.
وقوله " ربي العظيم " العظيم في ذاته وصفاته فإنه سبحانه وتعالى في ذاته أعظم من كل شيء قال الله تعالى (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )) (( طي السجل للكتب )) سهل جدا إذا كتب الإنسان وثيقة وطواها فهي عنده سهلة وقال عز وجل (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )) وما السماوات السبع والأراضون السبع في كف الرحمان إلا كخردلة في كف أحدنا وأما عِظم صفاته فلا تسأل عنها، ما من صفة من صفاته إلا وهي عظمى كما قال الله تعالى (( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) إذًا أنت تنزّه الله سبحانه وتعالى وتصفه بعد تنزيهه بأمرين كماليّين كاملين وهما الربوبية والعظمة فيجتمع من هذا الذكر التنزيه والتعظيم.
والتنزيه هو التعظيم باللسان تعظيم قولي وبالركوع تعظيم فعلي فيكون الركوع جامعا بين التعظيمين القولي والفعلي ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرأن راكعا أو ساجدا أما الركوع فعظّموا فيه الرب ) ومقام تعظيم الغير مقام ذل للمعظِّم ولهذا لما كان القرأن أشرف الذكر لم يُناسب أن يقرأه الإنسان وهو في هذا الإنحناء والخضوع بل يُقرأ في حال القيام والقيام أكمل حالا من الركوع من حيث الهيئة وإن كان الركوع لا شك أن الذل لله عز وجل عز.
قال " يقول سبحان ربي العظيم " ولم يقول المؤلف أو ولم يذكر كم يقول ذلك، نعم، ولكن سيأتينا إن شاء الله تعالى في ذكر واجبات الصلاة أن الواجب مرة وما زاد فهو سنّة وقول المؤلف " يقول سبحان ربي العظيم " ظاهره أنه لا يزيد عليها شيئا فلا يقول "وبحمده" وهذا هو المشهور من المذهب وهو أن الإقتصار على قول " سبحان ربي العظيم " أفضل من أن يزيد قوله "وبحمده" ولكن الصحيح أنه أن المشروع أن يقول أحيانا "وبحمده" لأن ذلك قد جاءت به السنّة وقد نصّ الإمام أحمد رحمه الله أنه يقول هذا وهذا لورود السنّة به فيقتصر أحيانا على "سبحان ربي العظيم" وأحيانا يزيد "وبحمده" وظاهر كلامه أيضا أنه لا يقول ما صحّ به الحديث عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي" ) ولكن السنّة قول ذلك وأن يقول الإنسان هذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي ) وكذلك أيضا ظاهر كلام المؤلف أنه لا يقول ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) ولكن السنّة قد جاءت به وصحت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يزيد ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) ولكن هل يقول هذه الزيادة الأخيرة دائما بالإضافة إلى " سبحان ربي العظيم " و " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك " أو أحيانا؟ هذا محل احتمال وقد سبق لنا أن الإستفتاحات الواردة لا تُقال جميعا إنما يُقال بعضها أحيانا وبعضها أحيانا لكن أذكار الركوع المعروف عند عامّة العلماء أنها تُذكر جميعا، تُذكر جميعا.
قال " ويقول سبحان ربي العظيم " .