تتمة شرح قول المصنف " ... اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد..." . حفظ
الشيخ : ... صلى الله عليه وسلم، فخرج بذلك سائر الناس وخرج بذلك كل من كان كافرا من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول هذا القائل آلُهُ المؤمنون من قرابته ولكن الصحيح الأول وأن الآل هم الأتباع ، نعم لو قرن الآل بغيره كمن قيل على محمّد وآله وأتباعه صار المراد بالآل المؤمنين من قرابته ، " وعلى آل محمّد كما صليت على آل إبراهيم " ، كما صليت الكاف هنا للتشبيه أو للتعليل فلننظر فأكثر العلماء يقولون إنها للتشبيه وهؤلاء فتحوا على أنفسهم إيرادا يحتاجون إلى الجواب عنه وذلك لأن القاعدة أن المشبه دون المشبه به وعلى هذا فأنت سألت الله صلاة دون الصلاة على آل محمّد على آل إبراهيم، صلاة على محمّد وآله دون الصلاة على آل إبراهيم ومعلوم أن محمّدا وآله أفضل من إبراهيم وآله فلذلك حصل الإشكال لأن هذا يعارض القاعدة المتّفق عليها وهي أن المشبه أدنى من المشبه به، وأجابوا عن ذلك بأجوبة منها أن آل إبراهيم يدخل فيهم محمّد عليه الصلاة والسلام لأنه من آله فإبراهيم أبوه فكأنه سئل للرسول عليه الصلاة والسلام الصلاة مرّتين مرّة باعتبار الخصوص " اللهم صلّ على محمّد " ومرة باعتبار العموم " كما صليت على آل إبراهيم " ولكن هذا جواب فيه شيء وليس بواضح ، القول الثاني أن الكاف للتعليل وأن هذا من باب التوسّل لفعل الله السابق لتحقيق الفعل اللاحق ، أنتم معنا ؟
الحضور : نعم .
السائل : أن الكاف للتعليل وأن هذا من باب التوسل بفعل الله السابق إلى فعله اللاحق يعني كما أنّك سبحانك سبق الفضل منك على آل إبراهيم فألحق الفضل منك على محمّد وآله وهذا لا يلزم أن يكون هناك مشبّه ومشبّه به فإن قال قائل وهل تأتي الكاف للتعليل ؟ قلنا نعم تأتي للتعليل تستمع إليها من كلام العلماء واستمع إلى مثاله قال بن مالك :
" شبه بكاف وبها التعليل قد *** يعنى وزائدا لتوكيد ورد "
فأفاد بقوله " وبها التعليل قد يعنى " أنه قد يقصد بها إيش؟
الحضور : التعليل.
الشيخ : وأما المثال فكقوله تعالى (( كما أرسلنا فيكم رسولا يتلو عليكم )) فإن الكاف هنا للتعليل معللة لما سبق، طيب مثال آخر قوله تعالى (( واذكروه كما هداكم )) أي لهدايتكم وإن كان يجوز فيها التشبيه أي واذكروه الذكر الذي هداكم إليه فهذا الوجه أعني أن الكاف في قوله كما صليت للتعليل من باب التوسل بالفعل السابق إلى تحقيق الفعل اللاحق هذا هو الوجه الأصح الذي لا يرد عليه إشكال.