بيان أن عذاب النار حقيقي يؤلم. حفظ
الشيخ : البحث الثالث هل عذابها حقيقي يؤلم أو أنها أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون لأنهم يأخذون مناعة كما يقال ؟
الحضور : ... .
الشيخ : الأوّل، يتعين الأول أيضا ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ وأبعد النجعة فهم يعذّبون ويألمون ألما عظيما شديدا كما قال تعالى في عدّة آيات (( لهم عذاب أليم )) حتّى أنهم يتمنّون الموت والذي يتمنّى الموت هل يقال أنه يتألمّ أو أنه تأقلم ؟
الحضور : ... .
الشيخ : نعم لو تأقلم لا يتألّم ولا دعا الله أن يقضي عليه (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربّك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكنّ أكثركم للحق كارهون )) إذن هم يتألمون بلا شكّ والحرارة النارية تؤثّر عليهم تؤثّر على أبدانهم ظاهرها وباطنها قال الله تعالى في كتابه العزيز (( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما )) وهذا واضح أن ظاهر أبدانهم يتألّم وينضج ينضج ويموت وقال تعالى (( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه )) والشيّ معروف شيّ الوجه وشيّ اللحم وما أشبه ذلك معروف فهم إذا استغاثوا يغاثوا بماء كالمهل بعد مدّة طويلة هذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواها وتساقطت والعياذ بالله فإذا شربوا قطّعوا أمعاءهم (( وسقوا ماء حميما فقطّع أمعاءهم )) وهذا عذاب الباطن وإلا الباطن ؟
الحضور : الباطن .
الشيخ : هذا عذاب الباطن يقطّع الأمعاء من داخل وقال النبي عليه الصلاة والسلام في أهون أهل النار عذابا ( إنه في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه ) أعوذ بالله الدّماغ يغلي فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين وهذا دليل واضح على أنهم يتألّمون وأن هذه النار تؤثّر فيهم وكذلك قال تعالى (( وذوقوا عذاب الحرق )) المحرق والآيات في هذا والأحاديث كثيرة .