بيان أن النار واحدة وليست نارين. حفظ
الشيخ : البحث الرابع هل هناك ناران نار لأهل الكفر ونار لأهل التوحيد الذين يعذّبون فيها ثم يخرجون ؟ زعم بعض العلماء بذلك وقال إن النار ناران، نار لأهل الكفر ونار لأهل المعاصي من المؤمنين وبينهما فرق ولكن هذا لا أعلم له دليلا لا من القرآن ولا من السّنّة والذي أعلمه أن النار واحدة لا تختلف لكنّ عذابها يختلف لاشك أنها على عصاة المؤمنين ليست هي على الكافرين بلا شكّ أنها تختلف وكوننا نقول بالتقسيم بناء على استبعاد عقولنا أن تكون نارا واحدة تؤثر تأثيرين مختلفين لأن هذا الاستبعاد لا وجه له أولا أن الله على كل شيء قدير والله تعالى قادر على أن يجعل النار الواحدة لشخص سلاما ولآخر عذابا .
وثانيا أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدّنيا أبدا لظهور الفرق العظيم بينهما فلا يجوز أن تقيس أحوال الآخرة بأحوال الدّنيا لتنفي ما لا يتّسع له عقلك بل عليك بالنّسبة لأحوال الآخرة أن تسلم وتقبل وتصدّق أليست هذه الشّمس تدنو من الخلائق قدر ميل يوم القيامة ولو كانت أحوال الناس يوم القيامة كأحوالهم في الدّنيا لأحرقتهم لأن هذه الشمس الآن في أوجها لو أنها نزلت ولو يسيرا أحرقت الأرض ... عن آخرها ونحن نحس بحرارتها الآن وبيننا وبينها مسافات عظيمة ونحس بحراراتها لا سيما في أيام الصّيف حين تكون عمودية ومع ذلك تدنو من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل ولا يحترقون بها كذلك أيضا في يوم القيامة الناس في مقام واحد المؤمنون لهم نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، والكفار إيش؟ في ظلمة لكن في الدّنيا إذا كان جنبك واحد على يمينه نور وبين يديه نور ينتفع وإلا لا ينتفع ؟ ينتفع، في الآخرة لا ، في الآخرة أيضا يكون العرق يعرق الناس فيختلف العرق اختلافا عظيما بينهم وهم في مكان واحد من الناس من يصل العرق إلى كعبيه ومنهم من يصل إلى ركبتيه ومنهم من يصل إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق وهم في مكان واحد فالمهم لا يجوز أن نقيس أحوال الآخرة في أحوال الدّنيا ثم نذهب ونحدث أشياء لم تأت في الكتاب والسّنة كتقسيم النار إلى نارين نار للعصاة ونار للكافرين فالذي بلغنا ووصل إليه علمنا أنها نار واحدة لكنّها تختلف .