شرح قول المصنف "... وفتنة المسيح الدجال...". حفظ
الشيخ : أما الرابعة قال " ومن فتنة المسيح الدّجال "، المسيح فعيل بمعنى مفعول من المسح لأنه كان يمسح الأرض لسرعة السير فيها أو لأنه كان ممسوح العين لأنه أعور العين كأن عينه عنبة طافية أو عنبة طافئة إما طافية أو طافئة إن كانت طافئة فهي ... يعني كأنه غائرة، وطافية بالياء فهي كالعنبة الطافية فوق الماء أي إنها ناتئة على كل حال هذا المسيح الدجال فتنته من فتنة الدّنيا لأنه لا يفتن إلا الأحياء، الأموات قد سلموا منه فإن قال إنسان إذا كان من فتنة الدّنيا أو من فتنة المحيا فلماذا ذكر وحده ؟ الجواب على هذا سهل لأن أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة أعظم فتنة فتنة الدّجال كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم ولهذا ما من نبي من نوح إلى محمّد صلوات الله عليهم وسلامه ما من نبي وإلا أنذره قومه تنويها بشأنه وتعظيما له وتحذيرا منه وإلا فإن الله يعلم أنه لن يخرج إلا في آخر الزّمان، لكن أمر الرسل أن ينذروا قومهم إياه من أجل أن يتبين عظمه وفداحته وقد صح ذلك عن النبي عليه الصّلاة والسلام وقال ( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ) صلوات الله وسلامه عليه يعني أكفيكم إياه ( وإلا فامرؤٌ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ) نِعْمَ الخليفة فهذا الدّجال شأنه عظيم من أعظم بل هو أعظم فتنة كما جاء في الحديث منذ خلق آدم إلى أن تقوم السّاعة فكان حريّا بأن يخصّ من بين فتن المحيا ومن فتنة المسيح الدّجال، وأما الدّجال فهو مأخوذ من الدّجل وهو التّمويه لأن هذا مموّه وأعظم مموّه وأشدّ الناس دجلا كما سيأتي إن شاء الله البحث فيه .