بيان ما يشرع فعله بعد السلام من الصلاة. حفظ
الشيخ : انتهى المؤلّف من الكلام على صفة الصلاة ولكن لم يذكر رحمه الله ماذا يقول بعد السلام من الصلاة، لأن الكتاب هذا مختصر ولكن ينبغي أن نعرف ماذا يقول الإنسان بعد السّلام من الصلاة، يقول إذا سلّم أستغفر الله ثلاث مرات أي أطلب من الله المغفرة وإنما شرع للإنسان سؤال المغفرة بعد أداء هذه العبادة العظيمة لأن هذه العبادة العظيمة جديرة بالاعتناء والإهتمام وكثير من الناس يفرّط فيها إما بالمشروعات الظاهرة أو بالمشروعات الباطنة ففي المشروعات الباطنة يفرّط تفريطا كثيرا وما أكثر الذين يصلون بظواهرهم لا ببواطنهم أليس كذلك؟ في المشروعات الظاهرة أيضا لا يخلو إنسان من تقصير أو تجاوز ربما يقصّر في وضع اليدين أو في استواء الرأس مع الظّهر في الرّكوع أو في التجافي أو في أيّ شيء هذا وارد وربّما يكون منه تجاوز بالحركات كما يشاهد من بعضهم يطالع الساعة وهو يصلي، يطلع القلم ويعصره هل فيه حبر وإلا ما فيه حبر، وكذلك ... شيء ناسيه يطلع ويكتبه براحته لأنه ذكره والشّيطان يذكّرك ما نسيت إذا كنت في الصّلاة وإذا انتهيت من الصّلاة أنساك إياه إلى أن تأتي الصلاة الثانية ثم يذكّرك ولهذا يذكر أن رجلا جاء إلى أبي حنيفة وقال أنه نسي كذا وكذا وأنها المسألة التي نسيها ما هي هيّنة ما أدري وديعة كبيرة أو شيء، المهم قال له اذهب فصلّ فذهب الرّجل وصل فتذكّر لأن الرّسول صلى الله عليه وسلّم أخبر بأن الشّيطان يقول للإنسان في حال صلاته ( اذكر كذا، اذكر كذا ) فأبو حنيفة رحمه الله استنبط من هذا الحديث أن الصّلاة سبب للتّذكّر، المهم أن الاستغفار بعد السلام له مناسبة عظيمة وهي التّقصير في الصّلاة ما يخلو أحد من التّقصير فتسأل الله المغفرة ولهذا استحب للإنسان أن يختم عمله بالاستغفار وأن يختم عمره بالاستغفار،أما العمر فقد قال الله تعالى لرسوله عليه الصّلاة والسّلام (( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنه كان توابا )) قال ابن عباس رضي الله عنهما " هذا نعي رسول الله صلى الله عليه وسلّم " وقال عمر " لا أفهم منها إلا ما فهمت " وقال النبي عليه الصّلاة والسلام ( إن الله أراني آية إذا رأيتها في أمّتي أن أقول -أو- أن أسبّحه وأستغفره إذا جاء نصر الله فتح ) جاء وإلا ما جاء ؟ جاء ورآه ولهذا كان يكثر عليه الصّلاة والسّلام أن يقول ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ) ثم يقول بعد الاستغفار ( اللهم أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) والمناسبة في هذا ظاهرة كأنك تقول اللهم أنت السلام فسلّم لي صلاتي من الرّدّ والرّفض لأن الصّلاة قد تقبل وقد لا تقبل قد تلف ويضرب بها وجه صاحبها والعياذ بالله وقد تقبل وما أربح الذين يقبل الله صلاتهم اللهم اجعلنا منهم ثم يقول ما ورد من الذّكر والترتيب بعد ذلك بعد الاستغفار واللهم أنت السّلام ومنك السّلام لا أعلم فيه ترتيبا في السّنة فإذا قدّم شيئا على شيء فلا حرج المهم أن يحرص على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم في هذا الباب ومنه التّسبيح والتّحميد والتّكبير وقد ورد على عدّة أوجه الوجه الأول أن يقول " سبحان الله والحمد لله والله أكبر " ثلاثا وثلاثين ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو كل شيء قدير فتكون مائة .
الوجه الثاني أن تقول " سبحان الله " ثلاثا وثلاثين، " والحمد لله " ثلاثا وثلاثين " والله أكبر " أربعا وثلاثين كم تكون الجميع ؟
الحضور : مائة .
الشيخ : مائة أيضا، والوجه الثالث أن يقول " سبحان الله " عشرا " والحمد لله " عشرا، " والله أكبر " عشرا، تكون الجميع ثلاثين .
والوجه الرابع أن يقول " سبحان الله والحمد لله والله أكبر " خمسا وعشرين مرة تكون الجميع مائة هذا الاختلاف من اختلاف التّنوع وقد مرّ علينا أنه ينبغي للإنسان في العبادات الواردة على وجوه متنوّعة أن يفعل هذا تارة وهذا تارة وذكرنا فوائد ذلك ، وطيب وينبغي أيضا أن يقرأ آية الكرسي لأنه روي فيها حديث عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وإن كانت ضعيفا لكن هي إن كانت الأحاديث صحيحة فقد وقعت محلّها وإن لم تكن صحيحة فهي زيادة حرز للإنسان لأن مما يحفظ الإنسان من الشياطين قراءة آية الكرسي وكذلك (( قل هو الله أحد )) (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ومن أراد بسط هذا فليرجع إلى الكتب المؤلّفة في ذلك مثل كتاب " الأذكار " للنووي وكتاب " الوابل الصّيب " لابن القيم وهو كتاب مفيد لأنه رحمه الله ذكر فيه فوائد الذّكر، ذكر فيه فوق مائة فائدة لذكر الله عزّ وجلّ .